بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 4 يناير 2018

ماهو الفارق بين العقيدة القتالية عند الفريق سعد الدين الشاذلى والشهيد سيد قطب؟؟
============================================
وكيف اثرت هزيمة 1967 فى عقيدة القيادة المصرية والمؤسسة الحاكمة فى مصر
ربما يكشف لك طابع البريد هذا عن هذا التحول الفكرى -- عن طابع بريد اصدرتة هيئة البريد عام 1969 للآمام البخارى --- اتحدث
=================================
صديقى العزيز-- احتفظ بهذا البحث للتاريخ
لن تجد مثل هذا البحث فى اى صفحة من صفحات الانترنت
ولن تجد اى وسيلة اعلامية قد تعرضت له من قبل
(مقارنة بين كتابين)
*************************************************
هو هدية ثمينة من رجل رائع نحسبه على خير
=====================================
كنت قد طلبت من الاستاذ الدكتور/ محمود ابو دف مؤلف كتاب
( معالم الفكر التربوى عند سيد قطب )
===================================
ان يقدم لنا رؤيتة فى مقارنة بين كتابين
كتاب الظلال للشهيد سيد قطب وكتاب عقيدتنا الدينية طريقنا للنصر
===============================
الذى وزع على افراد القوات المسلحة قبل حرب اكتوبر عندما كان الفريق سعد الدين الشاذلى رئيسا للآركان
==================================
لم يتأخر استاذنا الدكتور / محمود ابو دف فى ارسال ماطلبتة منه
====================================
اشرف الان بعرض ماأرسله الدكتور ابو دف
=========================================
الدكتور/ محمود خليل ابو دف لمن لايعرفه - للآسف الشديد
هو (استاذ دكتور بجامعة غزة الاسلامية)
************************
=============================
=============================
حاجتنا إلى العقيدة الاسلامية(مقاربة بين الشاذلى وقطب)
=============================
=============================
=============================
*لا استقامة لحياتنا إلا بالعقيدة ، فعقيدتنا حياتنا وهى الأصل الذى يتفرع منه كل خير فكيف سيتقيم الفكر والسلوك والبناء بلا عقيدة إيمانية راسخة،وكيف سنبنى الشخصية المسلمة المتكاملة فى جوانبها المتسقة فى أبعاده بعيدا عن عقيدة التوحيد؟وكيف ستستقيم العلاقات بين الناس دون توجيه وضبط العقيدة الراسخة ،وكيف سيكون حال القيادة التى يتم إعدادها فى ضوء مناهج وبرامج متناقضة مع عقيدتنا؟
*عن أبى سفيان بن عبد الله الثقفى،قال: قلت يارسول الله حدثنى بأمر أعتصم به،قال:"قل ربى الله ثم استقم"( سنن الترمذى) إن أعلى قيمة فى الكون هى قيمة الإيمان،ومن حاز هذه القيمة ؛فله الخير كله،ومن فقدها فليس ينفع معه شئ(قطب،تفسير الظلال،مج6)
* ومن الجدير ذكره فى هذاالمقام أن السلوك الإنسانى-بطبيعته- يحتاج إلى طاقة إيمانية تدفعه و ترسخه وتجعلة قويا ثابتا متواصلا (أبودف،مقدمة فى التربية الاسلامية)
* وكان من هدى الرسول صلى الله عليه وسلم -إذا أراد أن يوجهنا إلى سلوك إيجابى أو قصد تحذيرنا من ممارسة سلوك سلبى ؛ربط ذلك بالإيمان فى مواطن عديدة منها ما جاء فى قوله صلى الله عليه وسلم:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلايؤذى جاره،ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"(رواه البخارى فى صحيحه)
* ولدينا أنموذجان فريدان رائعان فى التأكيد على حاجتنا- نحن المسلمين -إلى الإنطلاق من العقيدة الإسلامية فى البناء والإصلاح وتغيير الواقع ،تمثل الأتموج الأول فى القائد المؤمن الحصيف اللواء سعد الشاذلى الذى تطرق فى كتابه(عقيدتنا الدينية طريقنا إلى النصر) إلى دور العقيدة فى بناء الجيش القادر على مواجهة الأعداء بكفاءة عالية وحسم المعركة لصالحه
* وأما الأنموذج الثانى فقد رأيناه عند العالم الملهم سيد قطب من خلال تفسيره فى ظلال القرآن،حيث عرض لأهمية العقيدة ودورها الأساس فى بناء الشخصية المسلمة والجماعة المسلمة المؤهلة لتغيير الواقع وإقرار شرع الله فى الأرض ،وقد قدم كلاهما طرحا واعيا عميقا ينم عن الفهم الدقيق لطبيعة هذا الدين والإلمام بطبيعة المنهج الاسلامى المنطلق من العقيدة فى التربية والبناء والإعداد والإصلاح والتغيير
* إن القيم الروحية والمثل العليا النابعة من عقيدتنا الاسلامية تعد الأساس المتين للحصول على النصر فى المعركة،ومن هذه العقيدة يمكن أن نستخلص خير المناهج ؛لإعداد المقاتل الذي لايقهر(الشاذلى، عقيدتنا الدينية طريقنا إلى النصر)
*فالعقيدة الإيمانية الراسخة هى الركيزة لتحصين المجاهدين ضد الحرب النفسية،فالمؤمن إيمانا كاملا ؛لا يخاف الوعيد،ولايرهب التهديد وليس جبانا ولا رعديدا،والتهديد والوعيد -كأسلوب من أساليب الحرب النفسية-لا يزيده إلا ثباتا واستعدادا للتضحية(الشاذلى،عقيدتنا الدينية طريقنا إلى النصر) قال تعالى:"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"(أل عمران:173)
* وفى هذا المقام يؤكد(الشاذلى ) على أن إحراز الإنتصارات فى المعارك وتحقيق المفاوز لا يتحقق بدون حيازة العقيدة الإسلامية ، وضرب مثالا على ذلك ما حدث مع العرب قبل الإسلام حيث كان لهم خبرة طويلة فى الحروب، وكانوا لا يخافون الموت،لكنهم لم يحققوا ما حققوه من فتوحات بعد الإسلام امتدت امتدادا واسعا فى الأرض كلها فى أقل من مئة عام ، ويفسر ذلك بقوله: العقيدة الإسلامية هى التى أوجدت فى قلوب العرب الإستعداد النفسى وربتهم التربية الصالحة؛ فأصبحوا جديرين بالإنتصار(الشاذلى،عقيدتنا الدينية كريقنا إلى النصر)
* وأشار(الشاذلى ،عقيدتنا الدينية طريقنا إلى النصر) إلى ضرورة توافر عقيدة القتال التى هى منبع الإرادة القتاليةالتى تملأ قلب المقاتل بنور الإيمان بالقضية التى يقاتل من أجلها،وهى تشكل فى نفسه قوة ذاتية تحركه نحو الفدائية فى القتال إلى درجة استرخاص النفس فى سبيل تلك القضية،والمدرسة الإسلامية اختارت للمقاتل أفضل عقائد القتال على الإطلاق،فعقيدة الإيمان هى التى تحث المؤمنين على بيع أنفسهم وأموالهم فى سبيل الله
* فحينما تكون العقيدة القتالية لدى الجنود عقيدة مؤمنة موحدة ؛فلن ينحرف الهدف والمسار والإتجاه قال تعالى:"وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ،ويكون الدين كله لله،فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير"(الأنفال:39)
*وقد أكد الرسول القائد والقدوة صلى الله عليه وسلم على شرف مقصد القتال حينما سأله رجل ما القتال فى سبيل الله؟فإن أحدنا يقاتل غضبا،ويقاتل حميةفقال صلى الله عليه وسلم:" من قاتل ؛لتكون كلمة الله هى العليا فهو غى سبيل الله عزوجل"(رواه البخارى فى صحيحه)وحينما تستقيم عقيدة الجيش المقاتل يكون أداة قوية فى إحقاق الحق ورفع الظلم عن المظلومين ونصرة المستضعفين ، ولا يقبل على نفسة -البتة-أن يكون أداة قمع وسوط عذاب للشعوب المقهورة تتحرك بأمر الحكام المجرمين المستبدين كما تبين فى قوله تعالى:" ومالكم لا تقاتلون فى سبيل الله ،والمستضعفين من الرحال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ،واجعل لنا من لدنك وليا،واجعل لنا من لدنك نصيرا"(ص:75)
*ما أحوج جيوشنا العربية اليوم المدججة بالسلاح إلى عقيدة قتالية مؤمنة تقيها من هدرالطاقات والموارد فى معارك جانبية طاحنة وخاسرة لا قيمة لها ولا معنى ،لو أن مثل هذه العقيدة متوفرة فى جيوشنا العربية القبلية اليوم لتحررت فلسطين وعادت إلينا الأندلس ولعاشت الأمة فى مشارق الأرض ومغاربها عزيزة أبية آمنة مطمئنة
* وأشار(قطب، تفسير الظلال،مج4) إلى المنهج الذى تتربى عليه الجماعة المسلمة والذى يقوم على التصور الإيمانى المتميز عن التصورات المنحرفة فى المجتمع،إنه المنهح
الذى يربى الجماعة المسلمة على الفاعلية الاجتماعية والتحرك فى المجتمع والإنخراط فيه والدخول فى معترك الأحداث ،مع الإحتفاظ بالعزلة الشعورية
* إنه المنهج الذى يربط بين العقيدة والعبادة ويحيى الضمير ويظهر أثر ذلك فى عمل الجوارح والسلوك(قطب،الإنسان بين المادية والإسلام)
*فالمنهج الإسلامى فى التربية يقوم على إرساء العقيدة ومعها المحرك الأول والأكبر للنشاط الإنسانى(قطب،تفسير الظلال،مج4) فالقرآن الكريم -بالعقيدة -يخوض معركة حية مع الركام المعطل للفطرة فى نفوس آدمية حاضرة(قطب،تفسير الظلال، مج2) ومن الجدير ذكره فى هذا المقام أن الرسول صلى الله عليه وسلم -خير من علم وربى -ركز فى المرحلة المكية على ترسيخ عقيدة التوحيد فى نفوس أصحابه رضوان الله عيهم حتى ربى جيلا فريدا خالص الفكر والشعور راقيا فى تفكيرة وسلوكه
* ويلخص (قطب )أبرز ثمار التربية العقائدية فيما يلى:
- عقيدة الإيمان تقى صاحبها من الخضوع المذل لغيره من المخلوقين، بل إنها تحرر الإنسان من كافة أنواع العبودية المقيتة لغير الله سبحانه وتعالى (قطب،تفسير الظلال،مج3)
- فى إطار التربية العقائدية تتسع المدارك الإنسانية،وتنور البصائر ؛ذلك أن الإيمان يجعل المؤمنين يتلقون كل ما يصدر عن الخالق سبحانه جلت حكمته(قطب،تفسير الظلال ،مج4)
- والعقيدة الإيمانية تحرر الإنسان من الخرافات والأوهام والأساطير والأباطيل؛ذلك أن الإيمان بالله نور تشرق به النفس فترى الطريق إلى الله واضحة لا يشوبها غبش،ولا يحجبها ضباب(قطب ،تفسير الظلال ،مج6)
* وبالإجمال تشابه كبير وتوافق كبير فى المنطلق والرؤية بين الشاذلى وقطب رحمهما الله وجعل ما كتباه للمسلمين فى موازين أعمالهم ،ما أحوجنا اليوم إلى هذه النماذج المتألقة التى تسخر قلمها لخدمة الدين ونصرة الحق ،وتقدم فى سبيل ذلك أسمى ما تملك
أ.د محمود خليل أبو دف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق