بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

سؤال يطرح كل يوم: هل يعقل ان يكون القطبيون من الإخوان ممن يدعون العداء بشدة للقوى المتنفذة بالعالم هم ارجوزات في يديها يسيرون في هديها ويأتمرون بأمرها ليتم التلاعب بأقدار دول المنطقة ومصائر شعوبها عن طريقهم؟! في عام 1858 ولد سعد فتحي زغلول لعائلة فلاحية لا تملك شروى نقير ولم يحصل من العلم إلا القليل وقد اظهر منذ الصغر حنقه وغضبه على الأوضاع حتى انه انضم لجمعية الانتقام وقد نجحت القوى المتنفذة بتحويل غضبه واخفاقه باتجاه شعبه فبقي حانقا عليه حتى يوم موته حين اظهر ما في مكنون قلبه بكلمتين جارحتين نحو الشعب الذي احبه واحتضنه حتى قيل لو رشح سعد حجرا لانتخبه الناس، معلنا ان الشعب المصري لا فائدة منه ورأيي الشخصي ان الذي لا فائدة منه هو القائل لا الشعب الذي اصبح احد الشعوب القدوة في العالم.
>>>
انضم من «يدعي» العداء للإنجليز والرغبة بالانتقام منهم مبكرا لصالون الاميرة نازلي المعروف بانه احد الاماكن التي يجند الانجليز بها عملاء لهم، وأصبح شقيقه أحمد فتحي زغلول احد قضاة محكمة دنشواي التي اصدرت احكام اعدام وجلد جائرة على المصريين لصالح الانجليز، ثم عين الانجليز سعد في منصب قاض وهو الذي لم يحز شهادة حقوق ورفعوه لمنصب وزير تربية ووزير داخلية وزوجوه من ابنة رئيس الوزراء الشهير مصطفى فهمي باشا رجل الانجليز الأول في مصر الملقب بالجلاد، والذي يقول المؤرخ يونان لبيب ان احتلال مصر لم يكتمل إلا لما عين مصطفى فهمي رئيسا للوزراء، وقد سمى سعد زوجته صفية باسم عائلته كما يفعل الانجليز فاصبحت صفية زغلول بدلا من صفية مصطفى فهمي باشا، وظل على ذلك الولاء حتى يوم موته عام 1927 عندما أصر على ألا يدفن جثمانه في مسجد بل ان يكون ضمن بناء على شكل معبد فرعوني كي يزوره الرجال والنساء من مختلف البلدان والديانات.
>>>
واثرى سعد زغلول ثراء فاحشا بعد تدثره برداء الوطنية حتى اتهمه شريكه في الوفد الذي سافر معه وبقي في باريس دون عمل لاشهر عدة بانه استولى لنفسه على 98 ألف جنيه من أموال المتبرعين المصريين ونشرت الصحف تلك التهمة التي قالها علوبة باشا ولم يستطع زغلول الرد عليها مما مكنه لاحقا من النجاح في الدائرة الانتخابية التي حددها له الانجليز ويصبح نائب رئيس مجلس الأمة المنتخب ويصبح عدلي يكن باشا النائب المعين للرئيس والأخير جده ابن اخت محمد علي الكبير و«يكن» معناها بالتركية ابن الاخت ومن هنا بدأ التنافس الذي قسم المصريين -- انذاك الى سعديين وعدليين وقد كان التباين بين الاثنين في العلم والثقافة والوطنية «الحقة» والرزانة والهدوء والحكمة التي اشتهر بها عدلي باشا بينما اشتهر سعد باشا بالقدرة على الخطابة والدغدغة وخداع الجماهير.
>>>
وقد استطاع عدلي يكن لا سعد زغلول، كما يعتقد، الحصول على الاستقلال لمصر الحديثة وتحول السلطان الى الملك فؤاد وكتب الدستور المصري عام 1923 وأسس عدلي حزب المثقفين والمفكرين المصريين واسماه حزب «الأحرار الدستوريين»،

آخر محطة: 1- في قصة متكررة لأمة تصدق ما تسمع لا ما ترى، لم يكن مستغربا ونحن نتحدث عن عام 1918 ـ 1919 ان يقوم ربيب الانجليز بادعاء العداء لهم وتحقيق مآربهم تحت مظلة ذلك العداء المصطنع.
فسعد باشا زغلول كان ممن يسمون بـ «وزراء الحماية» أي الوزراء الذين باركوا مد الحماية الإنجليزية على مصر عام 1914، كما كان النائب الذي اختاره الإنجليز ليطالب في البرلمان بمد امتياز قناة السويس لعام 1968 وله قول موجب مشهور بعد لقائه مع السير هنري مكماهون الحاكم الإنجليزي لمصر 1914 ـ 1916 وما أضعف ذاكرة الشعوب.
2- ففي ذلك الحين استدعى حاكم فلسطين المجاورة لمصر المتصهين هيلبرت صموئيل المدعو امين الحسيني الذي كان يعمل جاسوسا مع المخابرات البريطانية العاملة في السودان ثم طلب منه ان يستبدل البدلة بالجبة والعمة وان يطيل اللحية «لزوم الشغل» وجعله وبضغط مباشر منه مفتيا لفلسطين رغم وجود 12 من عائلته احق منه بهذا اللقب، واعلى الحسيني نبرة العداء للانجليز ولليهود ورفض كل لجان الوساطة وهرب الى ألمانيا النازية وايطاليا الفاشية ومع سقوطهم عام 1945 لم يقبض عليه او يحاكم! بل ترك له المجال ليكمل ادواره في حربي فلسطين في عامي 1947 ـ 1948 ولأمين الحسين مقال آخر يثبت ان ليس كل ما يلمع ذهبا، وليس كل ادعاء يصدق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق