قد تندهش من العنوان ولكن دهشتك ستزول عندما تقرأ
الغرب والعشق والعاشقين:
احتفى الاستعمار الغربي قديمًا وحديثًا بالصوفية والمتصوفة وأبدى تقديرًا كبيرًا دراسة وتحليلًا ونشرًا على يد المستشرقين والمفكرين
المعاصرين،
بالأخص رواد العشق الإلهي من أمثال جلال الدين الرومي والسهروردي ومن على شاكلتهم،
من شواهد هذا الاهتمام، الإقبال الأمريكي على دراسة أعمال أنصار العشق الإلهي من أمثال جلال الدين الرومي والسهروردي وغيرهم،
فقد زاد الإقبال على دراسة أشعار وكتب الرومي في الجامعات الأمريكية،
وكذلك كثرت المؤتمرات التي تعقدها هيئات ثقافية أمريكية بهذا الخصوص يتم فيها دعوة علماء وأدباء وشعراء من الدول الإسلامية لمناقشة هذه الأعمال، وتنشر الصفحات الثقافية في المجلات الأمريكية عروضًا لأشعاره، وأكبر مقياس على مدى شهرته تسجيل مجموعة من نجوم السينما والمطربين الأمريكين أشعاره،
وغناء نجوم (بوب) غربيون
====مثل (مادونا)=======
ترجمات أشعاره لتعظيمه قوة الحب واعتقاده في فائدة الموسيقى والرقص الروحية(17).
وكان لهذا الاهتمام أسبابًا كثيرة يذكرها مؤرخو الصوفية وفلاسفة التاريخ نذكر منها النقاط التالية:
اسباب اهتمام الغرب بأشعار جلال الدين الرومى
==========================
==========================
1) التشكيك في عقيدة المسلمين وبث الغموض والتعقيد في مفردات عقيدة التوحيد الصافية، ليصبح المسلم مذبذبًا لا يستطيع أن يجابه الأعداء وهو بعقيدة مهزوزة يسهل تحويله عنها.
2) إيهام المسلمين بأن نظرية الفناء في الله والحلول والاتحاد والعشق الإلهي مستقاة من العقائد المسيحية، وأنها تتشابه في الكثير من مبادئها مع ما يناظرها في المسيحية من التثليث وحلول قوة الرب في الصليب وغيرها من المعتقدات.
3) سهولة قبول المسلمين لدعوة التنصير عند التقريب بين المسيحية والإسلام والقول بأن منطلقها واحد.
4) ضرب التميز والخصوصية الإسلامية بالقول بصحة الأديان كلها ووحدتها، لتمييع الإيمان بأن الإسلام هو دين الله الخاتم.
5) التخلي عن المبادئ الإسلامية في إطار المناداة بالمطلقات الإنسانية العامة والدعوة إلى قبول الاستعمار الصهيوني والمسيحي تحت مسمى التسامح والتعايش وقبول الآخر.
6) التسوية بين الأديان كلها وعدم تمييز دين على آخر، واعتبار أنها تؤدي كلها إلى هدف واحد هو الوصول إلى الله، وبالتالي يستوي المؤمن والكافر في ظل منظومة تفصل الدين عن الدولة، وتهمشه بعيدًا عن الواقع.
7) الاحتفاء بالدور السلبي المنسحب من الحياة وأحداثها والمتدثر بقالب الذكر والعبادة، المتباعد عن الأدوار الإيجابية التي تقف أمام الاستعمار الصليبي والصهيوني.
8) دعوة المسلمين إلى تبني مناهج تبعد عن العلم والعقل والوحي -كالاعتماد على الأحلام والرؤى كمصدر للعبادة- ليسهل بعد ذلك تهميشها للدين وفصلها له.
9) فتح الباب لوسم الإسلام بالانحلال والخلط والشركيات في مسألة العالقة بين العبد بربه.
10) الدعوة إلى المحبة والسلام، وهى دعوة حق أريد بها باطل عندما تنتشر بين أناس احتلت أراضيهم واغتصبت نساؤهم واستبيحت ثرواتهم.
11) تعظيم قوة الحب والاعتقاد في فائدة الموسيقى والرقص الروحية.
12) الدعوة إلى العالمية في العقيدة بالجمع بين فلسفة التصوف ومصادر الفكر الإشراقي المتعددة (الزرادشتية والفيثاغورثية والأفلاطونية والهرمسية وغيرها) لإغراق العقيدة الإسلامية وتذويبها في العقائد الشركية المختلفة.
13) خلط العقيدة المسيحية فيما يخص السيدة مريم عليها السلام بعقيدة الإسلام بصددها حيث تحولها من بشر إلى إله، وذلك عند الحديث عن ما يسمى الإخصاب الروحي كما جاء عند السهروردي.
14) تدعيم نظرية العشق الإلهي التي تحول قيمة الجهاد في سبيل الله من حركة تؤدي إلى إزالة الجاهلية من الأرض وإحلال المنهج الرباني محلها والتمكين لدين الله في الأرض وإطلاق الحرية للإنسان في اختيار الإسلام أو رفضه إلى جهاد دفاعي ينحسر في جهاد النفس تاركًا الفساد يعج في الأرض.
أشهر مدارس العشق الإلهي:
أ) رابعة العدوية
نشأ مصطلح الحب الإلهي في القرن الثاني الهجري وكانت الحياة قبل ذلك يحركها عامل الخوف من الله ومن عقابه، أبرز ممثلي هذا الاتجاه الحسن البصري وكانت حياة الزهاد والعباد الأوائل تمتلئ بهذا المعنى، فقد عرف عنه أنه كان يبكي من خوف الله حتى قيل كأن النار لم تخلق إلا له(9).
ويميل مؤرخو التصوف الإسلامي إلى القول بأن رابعة العدوية
هي أول من أخرجت التصوف من الخضوع لعامل الحب، وأنها أول من استخدمت لفظ الحب استخدامًا صريحًا في مناجاتها وأقوالها المنثورة والمنظومة، وعلى يديها ظهرت نظرية العبادة من أجل محبة الله لا من أجل الخوف من النار أو الطمع في الجنة(10).
ويرجع مؤرخو التصوف لرابعة العدوية إدخال مفهوم العشق الإلهي في التصوف الإسلامي بسمات خاصة تختلف عما ورد في مسألة العشق الإلهي في النصرانية، والذي كانت من أبرز دعاته (الأم تيريزا)، وإن أكد البعض أنها نسخة طبق الأصل منها(11).
وقد فسر الإمام الغزالي العشق الإلهي بأنه حالة من الحب الشديد يشتاق فيها المحب إلى لقاء الله سبحانه وتعالى، فلا ينظر إلى شيء إلا ورآه فيه سبحانه، ولا يقرع سمعه قارع إلا وسمعه منه أو فيه، فينتج عن هذا المقام أحوال من المكاشفات والملاطفات لا يحيط الوصف بها، يعرفها من ذاقها وينكرها من كل حسه عن ذوقها(12).
====================================================
اما عن ام كلثوم فأنه يكفيك ان تعرف انها قد غنت قصيده حانة الاقدار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق