بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 19 يونيو 2017

يقول لكم الشهيد سيد قطب -2-
حادث كحادث المنشية الذي كنا نعلم
أن الأخوان لم يدبروه أو مذبحة طرة التي كنا على يقين أنها دبرت للأخوان تدبيرًا، أو لأية
أسباب أخرى تجهلها الدولة أو تدس عليها وتجيء نتيجة مؤامرة أجنبية أو محلية
=
أخذ الشيوعيون ينثرون
الإشاعات في كل مكان بأن الإخوان المسلمين يعيدون تنظيم أنفسهم واختيار قيادة جديدة لهم
وبلغتنا إشاعة أن الشيوعيين وضعوا منشورات في نقابة الصحفيين يبدو فيها طابع الإخوان
للتحريض عليهم، ولم يكن هذا غريبًا فقد سمعنا من قبل أنه ضبطت منشورات معدة للتوزيع
في حقيبتي رجلين من رجال الدين المسيحي ماتا في حادث منذ سنوات وعليها توقيع الأخوان
المسلمين بقصد الإيقاع بهم
=
كذلك كان الأستاذ منير الدلة قد قال لي في أثناء تحذيره وتخوفه من شبان متهورين
يقومون بتنظيم: أنه يعتقد أنهم دسيسة على الإخوان بمعرفة قلم مخابرات أخبار أمريكي عن
طريق الحاجة زينب الغزالي وأن المخابرات "كاشفاهم" وأنهم يفكرون في مكتب المشير في
التعجيل بضربهم أو في تركهم فترة .. كما قال لي من قبل قريبًا من هذا الكلام الحاج عبد
الرازق هويدي نق ًلا عن الأستاذ مراد الزيات صهر الأستاذ فريد عبد الخالق والأستاذ منير
وبينهما توافق في التفكير والاتجاه، وكان الحاج عبد الرازق هويدي قد ذكر لي كذلك أن
هؤلاء الشبان متصلون بالأستاذ عبد العزيز علي (الوزير السابق) أو اتصلوا به وأنه يقال: أنه
متصل بالأمريكان ومدسوس عليهم وكنت قد عرفت من الشبان أنهم فع ًلا التقوا مع الأستاذ
عبد العزيز علي والأستاذ فريد في بيت الحاجة زينب الغزالي في أثناء بحثهم عن قيادة،
ولكنهم لم يستريحوا له، فلم يكاشفوه بأسرار تنظيمهم، وفي كلام الأستاذ فريد معي أشار إلى
اتصالهم بأشخاص مشكوك فيهم وكنت أعرف أنه يشير إلى اتصالهم بالأستاذ عبد العزيز
وبالحاجة زينب، ورأيه من رأي الأستاذ منير أنهما مدسوسان لعمل مذبحة للإخوان ..
وكنت قد عرفت أن اتصالهم بالأستاذ عبد العزيز على منقطع، أما الحاجة زينب فكنت
قد عرفت أنها قامت بمجهود كبير في السنوات الأخيرة في مساعدة البيوت، وأنها متصلة ببيت
الأستاذ المرشد ومحل ثقتهم، وأن الشيخ عبد الفتاح هو وحده المتصل بها، ولم يكن عندي
خوف من ناحية أن يستخدمها أي قلم مخابرات لأنها مكشوفة.
=
وكان قد جرى في أثناء المناقشات الأولية عن الإجراءات التي تتخذ للرد على
الاعتداء إذا وقع على الإخوان اعتداء حديث غير تدمير القناطر الخيرية الجديدة وبعض
الجسور والكباري كعملية تعويق، ولكن هذا التفكير استبعد لأنه تدمير لمنشآت ضرورية لحياة
الشعب وتؤثر في اقتصاده، وجاء استبعاد هذه الفكرة بمناسبة حديث لي معهم عن أهداف
الصهيونية في هذه المرحلة من تدمير المنطقة:
أو ًلا: من ناحية العنصر البشري بإشاعة الانحلال العقيدي والأخلاقي..
وثانيًا: من ناحية تدمير الاقتصاد .. وأخي ًرا التدمير العسكري .. فقال الأخ علي
عشماوي بهذه المناسبة: ألا يخشى أن نكون في حالة تدمير القناطر والجسور والكباري
مساعدين على تنفيذ المخططات الصهيونية من حيث لا ندري ولا نريد؟
ونبهتنا هذه الملاحظة إلى خطورة العملية فقررنا استبعادها والاكتفاء بأقل قدر ممكن
من تدمير بعض المنشآت في القاهرة لشل حركة الأجهزة الحكومية عن المتابعة إذ أن هذا
وحده هو الهدف من الخطة.. ولكن الأمر في هذا كله سواء في القضاء على أشخاص أو
- 39 -
منشآت لم يتعد التفكير النظري كما تقدم .. ذلك أنه إلى آخر لحظة قبل اعتقالنا لم تكن لديهم
إمكانيات فعلية للعمل – كما أخبروني من قبل – وكانت تعليماتي لهم ألا يقدموا على أي شيء
إلا إذا كانت لديهم الإمكانيات الواسعة..
وكانت هذه هي صورة الموقف إلى يوم اعتقالي ولا أعلم بطبيعة الحال ماذا حدث بعد
ذلك، إلا أنه واضح أنه لم يقع شيء أص ًلا.. وقد كانت لديهم فرصة ثلاثة أسابيع على الأقل لو
كانوا يريدون القيام بأي عمل. يتبع -33-

هناك تعليق واحد: