بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 19 يونيو 2017

يقول لكم الشهيد سيد قطب -1 -
لابد إذن أن تبدأ الحركات الإسلامية من القاعدة: وهي إحياء مدلول
العقيدة الإسلامية في القلوب والعقول، وتربية من يقبل هذه الدعوة وهذه المفهومات الصحيحة،
تربية إسلامية صحيحة. وعدم إضاعة الوقت في الأحداث السياسية الجارية. وعدم محاولات
فرض النظام الإسلامي عن طريق الاستيلاء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسلمة في
المجتمعات هي التي تطلب النظام الإسلامي لأنها عرفته على حقيقته وتريد أن تحكم به.
- 18 -
وفي الوقت نفسه، ومع المضي في برنامج تربوي كهذا، لابد من حماية الحركة من
الاعتداء عليها من الخارج، وتدميرها ووقف نشاطها وتعذيب أفرادها، وتشريد بيوتهم
وأطفالهم تحت تأثير مخططات ودسائس معادية، كالذي حدث للإخوان سنة 1948 ،ثم سنة
1954 وسنة 1957 ،وكالذي نسمع ونقرأ عنه مما يحدث للجماعات الأخرى، كالجماعة
الإسلامية في باكستان، وهو يسير على نفس الخطة وينشأ عن نفس المخططات والدسائس
العالمية.
وهذه الحماية تتم عن طريق وجود مجموعات مدربة تدريبًا فدائيًا بعد تمام تربيتها
الإسلامية من قاعدة العقيدة ثم الخلق.. هذه المجموعات لا تبدأ هي اعتداء، ولا محاولة لقلب
نظام الحكم، ولا مشاركة في الأحداث السياسية المحلية. وطالما الحركة آمنة ومستقرة في
طريق التعليم والتفهيم والتربية والتقويم، وطالما الدعوة ممكنة بغير مصادرة لها بالقوة، وبغير
تدمير لها بالقوة، وبغير تعذيب وتشريد وتذبيح وتقتيل، فإن هذه المجموعات لا تتدخل في
الأحداث الجارية، ولكنها تتدخل عند الاعتداء على الحركة والدعوة والجماعة لرد الاعتداء
وضرب القوة المتعدية بالقدر الذي يسمح للحركة أن تستمر في طريقها، إذ أن الوصول إلى
تطبيق النظام الإسلامي والحكم بشريعة االله ليس هدفًا عاج ًلا لأنه لا يمكن تحقيقه إلا بعد نقل
المجتمعات ذاتها، أو جملة صالحة منها ذات وزن وثقل في مجرى الحياة العامة، إلى فهم
صحيح للعقيدة الإسلامية ثم للنظام الإسلامي، وإلى تربية إسلامية صحيحة على الخلق
الإسلامي، مهما اقتضى ذلك من الزمن الطويل والمراحل البطيئة.
وأصبحت هذه الصورة للحركة الإسلامية واضحة في حسي تمامًا- كما أصبحت
واضحة في حس الأخ هواش – وبقيت مهمة نقلها إلى أفراد ومجموعات أخرى من الإخوان
بأية وسيلة، لبدء حركة على أساسها. وفي سنة 1962 بدأت الحركة فعًلا.
يتبع -11-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق