بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 10 يونيو 2018


نوحوا على مصر لأمر قد جرى.:. من حادث عمت مصيبته الورى
زالت عساكرها من الأتراك في.:. غمض العيون كأنها سنة الكرى
الله أكبر إنها لمصـيبـة.:. وقعت بمصر ما لها مثل يُرى
لهفي على عيش بمصر قد خلت.:. أيامه كالحلم ولى مدبرا
===================================
نبكي على مصر وسكانها :: قد خربت أركانها العامرة
وأصبحت بالذل مقهورة :: من بعد ما كانت هي القاهرة
====================================
وتسلم الآيادى برضه
على منابر القاهرة ارتفع الدعاء – بأمر السلطات العثمانية – للسلطان سليم العثماني بأن «انصر اللهم السلطان بن السلطان، مالك البرين والبحرين، وكاسر الجيشين، وسلطان العراقين-وخادم الحرمين الشريفين، الملك المظفر سليم شاه»
==========================================
ابن اياس يصف سليم الاول
ذري اللون، حليق الذقن، وافر الأنف، واسع العينين، قصير القامة، في ظهره حَنية، عنده خفة ورهج، كثير التلفت إذا ركب الفرس، له من العمر نحو أربعين سنة أو دون ذلك، وليس له نظام يُعرَف مثل الملوك السالفة، غير أنه سيئ الخلق سفّاك للدماء شديد الغضب لا يراجَع في قول
===========================================
اندفع جنود الجيش العثماني يعيثون في القاهرة ويحرقون المساجد التي كان المماليك يتحصنون بها ويقتلون من يقابلون من الأهالي حتى عدد ابن إياس من قتلوا في تلك الواقعة بنحو العشرة آلاف!
============================================
داهموا الجامع الأزهر ومسجد الحاكم بأمر الله وجامع أحمد بن طولون وعدة من المساجد والمزارات يفتشون فيها عن المماليك، وتكررت مشاهد كبس الحارات والبيوت وترويع الأهالي وقتلهم ظلمًا. وكان من يؤسَر، يؤخَذ لمعسكر سليم حيث يتم قطع رأسه وإلقاء جثته في النيل.
ويسهب ابن إياس في سرد تلك المذابح المروعة ثم يشبهها بواقعة غزو الملك البابلي نبوخذ نصر لمصر في العصور القديمة، وباجتياح هولاكو بغداد سابقًا. وأخيرًا، يعلن السلطان سليم الأول الأمان وإيقاف القتال، وإن لم يتوقف – بطبيعة الحال – اعتداء جنوده على العوام وسرقتهم و«تشليح ثيابهم» و«سرقة عمائمهم» في الطريق.
============================================
طومانباى يرفع راية ((سلميتنا اقوى من الرصاص))
وصلت لمعسكر سليم مراسلة من طومان باي يطلب منه الأمان. فأعد السلطان سفارة من بعض القضاة المصريين السابقين لإرسالها إليه بإجابة طلبه. وكانت هذه على ما يبدو مناورة من طومان باي الذي كان يراسل بعض رجاله السابقين يحرضهم على الانضمام له. وفي نفس الوقت، عاد يراسل سليم الأول ويعرض عليه أن يصالحه فيعود طومان باي للحكم لكن تحت سلطة العثمانيين كنائب عنهم، أو يخرجوا إليه في الجيزة فيواجهونه في معركة فاصلة يقضي فيها الله لمن يشاء، وختم رسالته بتأكيده أنه لا يعرض ذلك خوفًا من القتال ولا خشية على نفسه ولكن «الصلح أصلح إلى صون دماء المسلمين»، وكانت الأحداث المتعاقبة قد تسببت في مجاعة في القاهرة وشاع أن طومان باي يمنع سفن الغلال من التوجه إلى القاهرة من الصعيد حيث يختبئ، فمال سليم لإجابة مبادرته وأرسل إليه السفارة المعدة سالفة الذكر.
============================================
فر طومان باي إلى البحيرة حيث لجأ لصديقه الشيخ حسن بن مرعي – من عربان البحيرة – الذي أقسم له سبع مرات على المصحف أنه لا يسلمه لعدوه، وكان طومان باي قد أنقذه يومًا من حبس السلطان السابق قنصوة الغوري، فتوقع أن يذكرها الشيخ له. ولكن ابن مرعي سرعان ما غدر بضيفه وأبلغ العثمانيين عنه، فأرسلوا قوة قبضته وحملته للسلطان سليم الذي أبقاه في أسره لمدة سبعة عشر يومًا. وكان يشاع أنه ينفيه إلى مكة، بل وشاع أنه قد يجعله نائبًا عنه على مصر.
لكنّ أيًا من هذا لم يتحقق، فبعد انقضاء المدة المذكورة أخرجه الجند من محبسه وساروا به إلى باب زويلة «وهو لا يدري ما يصنع به». وبقي يمشي وهو يلقي السلام على الناس الذين احتشدوا بأمر العثمانيين، حتى بلغ الباب فرأى مشنقة منصوبة فأدرك مصيره، فالتفت للناس وطلب منهم أن يقرأوا له الفاتحة ثلاث مرات، ثم قرأها معهم وقال للجلاد: «اعمل شغلك». وشنقوه بعد أن انقطع حبل مشنقته مرتين.
ويختم ابن إياس وصفه المؤثر لهذا المشهد بقوله: «فلما شنق وطلعت روحه صرخ عليه الناس صرخة عظيمة وكثر عليه الحزن والأسف». ثم راح يعدد محاسن السلطان المملوكي الأخير الذي كان في بدايات أربعينات عمره ولم يشنق من قبل سلطان غيره على باب زويلة.
============================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق