من اخطر ماقرأت للآسيرخالد غريب
====================
روى لي أحد الثقاة من المعتقلين تلك الحقبة أن لجان وخبراء نفسيين قَدِموا من أكبر المراكز بحوث أمريكية العاملة في مجال عِلم النفس التطبيقي والتابعة للمخابرات المركزية الأمريكية وتعاملوا بأشكالٍ كثيرة على المعتقلين الإسلاميين.. والحقيقة أني بدأت منذ فترة في تتبع هذا الأمر وتأكدت من صدق تلك الرواية ولا زِلت أبحث تلك الحقبة.. حيث اكتشفت أن بعض الدول العربية كانت شريكٌ بخبراء من عندها مع تلك اللجان من بينها الأردن وأحد دول الخليج العربي وسوريا وغيرها.. في الحقيقة ومن المعلوم بالضرورة أن تصوُّر منطقة الشرق الأوسط خالية من فكرة التيارات الإسلامية لا يمكن تصوُّرها.. ولا يمكن تصوُّر أن هذا هو تخطيط الغرب أو أمريكا أو حتى إسرائيل! إلا أن الموضوع إلى حدٍ ما بات يتضح تدريجيًا.. فالفكرة هي القضاء على فكرة الإسلام المشتبك أو الذي سيحاول أن يشتبك مع الواقع سواءً كانت تلك المحاولات من خلال مسار السياسة أو مسار المواجهه المسلحة (الجهاد).. ولذا تم تدشين تيارات بديلة تم العمل عليها على عِدَّة محاور، ومنذ زمن قبل البدء في إقصاء الجماعات المشتبكة مع الواقع تحت إستراتيجيات الاستبدال المستمرة التي بدأت من قبل بإنشاء فكرة الصوفية (بإشراف الإمبراطورية البريطانية) آنذاك.. إلا أنها بعد فشلها توجهوا إلى إقامة تيارات تحتفظ بسمتها واسمها المنتمي إلى أهل السنة والجماعة، إلا أنها ضد فكرة الاشتباك مع الواقع بل تعتقد في ترك الواقع لمن يُهيمن عليه دون منافسة (تحت بعض المبرِّرات الشرعية الكاذبة). لكن وفي الحقيقة تم ذلك من خلال عمليات معالجات نفسية معقدة للغاية كان أهمها وأخطرها أثناء اعتقال الآلاف من قادة التيار الإسلامي في الستينات والسبعينات والثمانينيات.. حيث روى لي أحد الثقاة من المعتقلين تلك الحقبة أن لجان وخبراء نفسيين قَدِموا من أكبر المراكز بحوث أمريكية العاملة في مجال عِلم النفس التطبيقي والتابعة للمخابرات المركزية الأمريكية وتعاملوا بأشكالٍ كثيرة على المعتقلين الإسلاميين.. والحقيقة أني بدأت منذ فترة في تتبع هذا الأمر وتأكدت من صدق تلك الرواية ولا زِلت أبحث تلك الحقبة.. حيث اكتشفت أن بعض الدول العربية كانت شريكٌ بخبراء من عندها مع تلك اللجان من بينها الأردن وأحد دول الخليج العربي وسوريا وغيرها.. بل حتى تعاملوا مع ضباط أمن الدولة نفسيًا للتقييم حينها لاختيار مجموعة عمل لهذا الأمر تحديدًا، وبالفعل تم اختيار 100 ضابط تحديدًا بشروطٍ معينة، وتم إرسالهم إلى أمريكا لتدريبهم تدريبٌ مكثَّف في تلك البرامج النفسية الأمريكية لاستكمال البرنامج اللازم لخلق ذلك التيار البديل وبالفعل كان ذلك..! أما الذي حدث أن البرنامج نجح إلى حدٍ كبير ولكن بنِسبٍ متفاوتة.. وكانت النتائج بين هذه الحالات: 1- مجموعة نجح معها البرنامج بل حقق أكثر من المطلوب وتقريبًا أوصل العينة إلى الجانب المضاد تمامًا وهذا لم يكن مطلوب أمريكيًا (أمثال ناجح إبراهيم وغيره) وهم كانوا أقلية. 2- مجموعة نجح البرنامج معهم بشكلٍ أقرب إلى المثالية وتحقيق النموذج المطلوب وهم الأكثرية.. وأغلبهم الآن هم من يُشكِّلون حزب النور وقياداته. 3- مجموعة كان تأثير البرنامج عليهم ضعيف إلى حدٍ كبير إلا أنه أثَّر تأثيرًا جوهريًا ومعظمهم من الجماعة الإسلامية الحالية.. إلا أن التأثير لم يأتي في مصلحة الغرب.. بل كان التغيير بتحوِّلهم من مسار الاشتباك مع الواقع بالمواجهة المسلحة إلى المسار السياسي.. والمساران مرفوضين أمريكيًا. 4- مجموعة لم تتأثر إطلاقًا بالبرنامج بل زاد تمسكها بفكرها ومعتقدها.. وهم عدد قليل أيضًا مثل الشريحة الأولى. الشاهد.. فيبدو أن الشريحة التي تم تحضيرها كبديل لتلك التيارات (السياسية والجهادية المشتبكة) هي الشريحة رقم (2) وربما الذي يعضض من هذه الرؤية وجود نفس الشريحة بنفس المواصفات في دول كثيرة مثل اليمن وسوريا والعراق وتونس والخليج وغيره، وتجدهم بنفس آلاليات ونمط التفكير وحتى أحيانًا في الشكل الظاهري. أما إقصاء المشتبكين سياسيًا (كالإخوان) أو بالسلاح (كالجماعات الجهادية) فبالفعل دخلوا مرحلة الإقصاء لإخلاء الساحة بالبديل الإسلامي المصنوع.. فالهدف الكلي هو تفريغ مضمون العمل الإسلامي بكافة صوره وأشكاله باعتباره آخر حصون الممانعة الحقيقية في المنطقة بعد انهيار القومية وغيرها.. وربما هذا التصوُّر قد يُترجِم مواقف وأحداث كثيرة تمرُّ بنا وستمر الأيام القليلة المقبلة.. ففي نفس الوقت الذي تستخدم فيه عنف سياسي وإعلامي مبالغ فيه ضد جماعة الإخوان تمارس أيضًا عنف عسكري وإعلامي ضد الفصائل الجهادية وبرغم أن الفصيلين مختلفين تمامًا إلا أن العلاقة بينهما وبين الغرب ليس في الأدوات إنما في النتيجة النهائية.
====================
روى لي أحد الثقاة من المعتقلين تلك الحقبة أن لجان وخبراء نفسيين قَدِموا من أكبر المراكز بحوث أمريكية العاملة في مجال عِلم النفس التطبيقي والتابعة للمخابرات المركزية الأمريكية وتعاملوا بأشكالٍ كثيرة على المعتقلين الإسلاميين.. والحقيقة أني بدأت منذ فترة في تتبع هذا الأمر وتأكدت من صدق تلك الرواية ولا زِلت أبحث تلك الحقبة.. حيث اكتشفت أن بعض الدول العربية كانت شريكٌ بخبراء من عندها مع تلك اللجان من بينها الأردن وأحد دول الخليج العربي وسوريا وغيرها.. في الحقيقة ومن المعلوم بالضرورة أن تصوُّر منطقة الشرق الأوسط خالية من فكرة التيارات الإسلامية لا يمكن تصوُّرها.. ولا يمكن تصوُّر أن هذا هو تخطيط الغرب أو أمريكا أو حتى إسرائيل! إلا أن الموضوع إلى حدٍ ما بات يتضح تدريجيًا.. فالفكرة هي القضاء على فكرة الإسلام المشتبك أو الذي سيحاول أن يشتبك مع الواقع سواءً كانت تلك المحاولات من خلال مسار السياسة أو مسار المواجهه المسلحة (الجهاد).. ولذا تم تدشين تيارات بديلة تم العمل عليها على عِدَّة محاور، ومنذ زمن قبل البدء في إقصاء الجماعات المشتبكة مع الواقع تحت إستراتيجيات الاستبدال المستمرة التي بدأت من قبل بإنشاء فكرة الصوفية (بإشراف الإمبراطورية البريطانية) آنذاك.. إلا أنها بعد فشلها توجهوا إلى إقامة تيارات تحتفظ بسمتها واسمها المنتمي إلى أهل السنة والجماعة، إلا أنها ضد فكرة الاشتباك مع الواقع بل تعتقد في ترك الواقع لمن يُهيمن عليه دون منافسة (تحت بعض المبرِّرات الشرعية الكاذبة). لكن وفي الحقيقة تم ذلك من خلال عمليات معالجات نفسية معقدة للغاية كان أهمها وأخطرها أثناء اعتقال الآلاف من قادة التيار الإسلامي في الستينات والسبعينات والثمانينيات.. حيث روى لي أحد الثقاة من المعتقلين تلك الحقبة أن لجان وخبراء نفسيين قَدِموا من أكبر المراكز بحوث أمريكية العاملة في مجال عِلم النفس التطبيقي والتابعة للمخابرات المركزية الأمريكية وتعاملوا بأشكالٍ كثيرة على المعتقلين الإسلاميين.. والحقيقة أني بدأت منذ فترة في تتبع هذا الأمر وتأكدت من صدق تلك الرواية ولا زِلت أبحث تلك الحقبة.. حيث اكتشفت أن بعض الدول العربية كانت شريكٌ بخبراء من عندها مع تلك اللجان من بينها الأردن وأحد دول الخليج العربي وسوريا وغيرها.. بل حتى تعاملوا مع ضباط أمن الدولة نفسيًا للتقييم حينها لاختيار مجموعة عمل لهذا الأمر تحديدًا، وبالفعل تم اختيار 100 ضابط تحديدًا بشروطٍ معينة، وتم إرسالهم إلى أمريكا لتدريبهم تدريبٌ مكثَّف في تلك البرامج النفسية الأمريكية لاستكمال البرنامج اللازم لخلق ذلك التيار البديل وبالفعل كان ذلك..! أما الذي حدث أن البرنامج نجح إلى حدٍ كبير ولكن بنِسبٍ متفاوتة.. وكانت النتائج بين هذه الحالات: 1- مجموعة نجح معها البرنامج بل حقق أكثر من المطلوب وتقريبًا أوصل العينة إلى الجانب المضاد تمامًا وهذا لم يكن مطلوب أمريكيًا (أمثال ناجح إبراهيم وغيره) وهم كانوا أقلية. 2- مجموعة نجح البرنامج معهم بشكلٍ أقرب إلى المثالية وتحقيق النموذج المطلوب وهم الأكثرية.. وأغلبهم الآن هم من يُشكِّلون حزب النور وقياداته. 3- مجموعة كان تأثير البرنامج عليهم ضعيف إلى حدٍ كبير إلا أنه أثَّر تأثيرًا جوهريًا ومعظمهم من الجماعة الإسلامية الحالية.. إلا أن التأثير لم يأتي في مصلحة الغرب.. بل كان التغيير بتحوِّلهم من مسار الاشتباك مع الواقع بالمواجهة المسلحة إلى المسار السياسي.. والمساران مرفوضين أمريكيًا. 4- مجموعة لم تتأثر إطلاقًا بالبرنامج بل زاد تمسكها بفكرها ومعتقدها.. وهم عدد قليل أيضًا مثل الشريحة الأولى. الشاهد.. فيبدو أن الشريحة التي تم تحضيرها كبديل لتلك التيارات (السياسية والجهادية المشتبكة) هي الشريحة رقم (2) وربما الذي يعضض من هذه الرؤية وجود نفس الشريحة بنفس المواصفات في دول كثيرة مثل اليمن وسوريا والعراق وتونس والخليج وغيره، وتجدهم بنفس آلاليات ونمط التفكير وحتى أحيانًا في الشكل الظاهري. أما إقصاء المشتبكين سياسيًا (كالإخوان) أو بالسلاح (كالجماعات الجهادية) فبالفعل دخلوا مرحلة الإقصاء لإخلاء الساحة بالبديل الإسلامي المصنوع.. فالهدف الكلي هو تفريغ مضمون العمل الإسلامي بكافة صوره وأشكاله باعتباره آخر حصون الممانعة الحقيقية في المنطقة بعد انهيار القومية وغيرها.. وربما هذا التصوُّر قد يُترجِم مواقف وأحداث كثيرة تمرُّ بنا وستمر الأيام القليلة المقبلة.. ففي نفس الوقت الذي تستخدم فيه عنف سياسي وإعلامي مبالغ فيه ضد جماعة الإخوان تمارس أيضًا عنف عسكري وإعلامي ضد الفصائل الجهادية وبرغم أن الفصيلين مختلفين تمامًا إلا أن العلاقة بينهما وبين الغرب ليس في الأدوات إنما في النتيجة النهائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق