هنا القاهرة - 3 -
اراد مؤلف هذا الكتاب ان يلحق العار بالشهيد حسن البنا فما وجدت بين سطور هذا الكتاب من عار بل وجدت شرفا لايضاهيه شرف يحسب للشهيد حسن البنا
السطور القليلة القادمة قد تكشف لك الكم الهائل من المعلومات التى غيبت عن الرأى العام والتى يجب عليك وانت تعيد تقييم الآحداث والآشخاص ان تضعها جميعها امامك
=========================
يقول وقبل ان تقرأ -- ارجو منك ان تقرأ بتركيز شديد
=========================
الإخوان المخادعون.. يهتفون.. «الله مع الفاروق» ضد الأحزاب التى تطالب بالجلاء والدستور.
السطور القليلة القادمة قد تكشف لك الكم الهائل من المعلومات التى غيبت عن الرأى العام والتى يجب عليك وانت تعيد تقييم الآحداث والآشخاص ان تضعها جميعها امامك
=========================
يقول وقبل ان تقرأ -- ارجو منك ان تقرأ بتركيز شديد
=========================
الإخوان المخادعون.. يهتفون.. «الله مع الفاروق» ضد الأحزاب التى تطالب بالجلاء والدستور.
البنا وجماعته خدعوا فاروق وأوهموه أنهم يعملون لحسابه، والحرس الحديدى كشف عمالتهم للمخابرات البريطانية والأمريكية وتآمرهم مع الوهابية السعودية ضده.
فى الحلقة الثالثة من كتاب الزميل حمادة إمام «مخابرات الجماعة» يستعرض الزميل علاقة الملك فاروق بجماعة الإخوان الإرهابية وهى علاقة ملتبسة وشائكة وبدأت بالتحالف المريب المشبوه، وتواصلت بخداع متبادل بين الجانبين، وانتهت كالعادة نهاية دموية بالاغتيال المتبادل، حيث قتل الإخوان محمود فهمى النقراشى - رئيس وزراء مصر ورد الملك فاروق من خلال الحرس الحديدى باغتيال حسن البنا، وكان أيضًا بالرصاص مثلما اغتيل النقراشى، حيث تم إطلاق الرصاص على حسن البنا عند خروجه من مقر جماعة الشبان المسلمين فى فبراير ١٩٤٨ وتم نقل البنا مصابًا بالرصاص إلى مستشفى القصر العينى حيث لفظ أنفاسه الأخير هناك بعد أن رفض أطباء القصر العينى علاجه.
أثار سكوت الملك فاروق على تصرفات الإخوان وتصاعد أعمال العنف تجاههم العديد من التساؤل والأقاويل خاصة أن رد فعل فاروق جاء متأخرًا جدًا وعنيفًا واسترجاع ما كان يدور فى مصر خارج مصر وقتها يقدم لنا تفسير ما كان، ففى هذه الحقبة التاريخية من الأربعينيات شهدت تطورات كثيرة فى حياة وسلوكيات فاروق وعلاقته بالقوى الوطنية التى كانت موجودة فى هذا الوقت.
لقد ظهرت على فاروق نفس الأعراض السياسية التى ظهرت من قبل على أبيه الملك فؤاد فى أن يكون خليفة للمسلمين ويكون إمبراطورية إسلامية تنطلق من القاهرة ووقع اختياره على عزام باشا أول أمين للجامعة العربية فى الدعوة لتنفيذ الحلم، واختيار عزام فى إقامة جسور تعاون بين مصر والسعودية ترجع إلى أن والد زوجته هو خالد أبو الوليد أحد زعماء المقاومة الليبية، كما كان صديقًا شخصيًا للأمير فيصل الوريث الشرعى للعرش كانت حركتهم تقوم على الاتصال مع الملك عن طريق حماه من أجل إنشاء منظمة إقليمية بين الدول العربية، حيث قال عزام:
«لم تكن هناك حاجة لأي عبقرية لرؤية البعد الإسلامى وراء إنشاء الجامعة العربية رغم أننا لن نعترف به أبدًا أن الطبيعة الغالبة للعامل الإسلامى فى الشئون العربية لابد أن تجعل الجامعة فى النهاية جامعة إسلامية.
«لم تكن هناك حاجة لأي عبقرية لرؤية البعد الإسلامى وراء إنشاء الجامعة العربية رغم أننا لن نعترف به أبدًا أن الطبيعة الغالبة للعامل الإسلامى فى الشئون العربية لابد أن تجعل الجامعة فى النهاية جامعة إسلامية.
ويأتى على الجانب التكتيكى من اللعب التى أخذت تشكل تحالفًا مصريًا سعوديًا وكانت العلاقات بين الوهابيين وأسرة محمد على قد توترت وقضى محمد علي، على الدولة السعودية، لذا كان الهدف هو إزالة رواسب الماضى وتضميد الجراح القديمة وكان عزام هو القائم بتنفيذ هذا الأمر وكان أول لقاء بين فاروق وسعود عندما زار عبد العزيز آل سعود مصر لمقابلة فرنكلين روزفلت فى البحيرات المرة بالإسماعيلية إلا أن فاروق وعبد العزيز التقيا لقاء سريًامن وراء الأمريكان والإنجليز فى الفيوم حضره عزام للاتفاق على الخطوط العليا لتنفيذ حلم إقامة الدولة الإسلامية، حيث سافر بعدها فى مارس ١٩٤٦ لأداء فريضة الحج والتقى مع عبد العزيز فى مكة وفى اجتماع مكة بين فاروق وعبد العزيز آل سعود اكتشف عبد العزيز أن أحلام فاروق لا تقل عن أحلام أجداده وأن تهديد السعودية مازال قائمًا فى ظل العلاقة التى كانت تربط الأسرة الهاشمية ممثلة فى الملك عبد الله بالأردن والملك فيصل وأخيه على العراق.
وفى الداخل بدأ فاروق يتقرب من حسن البنا ويستقبله وتوثقت فى الوقت ذاته العلاقة بين ممثل القصر على ماهر وحسن البنا.
كانت مظاهر هذا التقارب خروج الإخوان إلى القصر والهتاف بمبايعة الإخوان المسلمين لفاروق وأيضًا الخروج للهتاف إلى على ماهر أثناء عودته من مؤتمر المائدة المستديرة بلندن بخصوص فلسطين، حيث هتف أحمد العسكرى بحياته وأمر الإخوان بالهتاف له أيضًا، ولأن فاروق كان حديث العهد بالعمل السياسى ولم يمارس السياسة طوال حياته قد اعتقد أن ما تقوم به جماعة الإخوان هو لخدمته هو وإن كان الأنشطة التى تدور والعمليات والاغتيالات ليست موجهة ضده بل ضد خصومه السياسيين فظل يغض البصر عنها وكانت فترة التقارب بين فاروق والإخوان المسلمين بمثابة مرحلة جس النبض من قبل حسن البنا ناحية السلطة لتنفيذ مخطط إقامة الحكومة الإسلامية فى مصر.
وحدثت واقعة شهيرة فى ذلك الوقت جعلت حسن البنا يستشعر أن الوقت قد آن للوصول إلى السلطة وأن ضعف السلطة وعدم صلابتها وثقتها بنفسها قد بدا واضحاً ولا يحتاج لتفسير فعندما قرر على ماهر إنشاء وزارة للشئون الاجتماعية وقوات جيش داخلى عاب عليه حسن البنا استبعاد الإخوان من الدخول إلى الوزارة الجديدة والجيش الداخلى، فكتب إليه يقول: إن الإخوان قد مارسوا المهنتين ممارسة فعلية منذ سنوات طويلة وقد تكونت لديهم خبرة كبيرة فى الشئون الاجتماعية فى هذا البلد للمساهمة بنصيبهم فى هذه الواجبات وهم حين يزاولونها لا يفعلون ذلك بروح الموظف المكلف ولكن بروح المصلح المضحى المتفانى فى غايته. وأضاف البنا تعليقاً على رد الفعل المتوقع من الأحزاب فقال: إن الرجعيين يريدون أن يهيمنوا على نهضة البلد ويمدوا أصابعهم فى كل شيء سيرى هؤلاء القاتلون بعد طول المطاف وكثرة التجارب أن نصرة هذا البلد وإعزازه وتوفير الخير له سيكون على أيدى هؤلاء الرجعيين خاصة بعد أن وصل الأمر بالإخوان إلى الهتاف بحياة الملك فاروق وأن الله سبحانه وتعالى يؤيده فى مواجهة الأحزاب التى كانت تطالب بالجلاء والدستور، بهذه الرسالة العتابية قاس حسن البنا مدى صلابة السلطة وموقفها من قوة الإخوان وأحس أن المرحلة الثانية من مراحل الانقلاب المسلح قد حان وقتها. فى الوقت نفسه كانت تقارير الأمن السياسى ممثلة فى الحرس الحديدى للملك فاروق تضع تقاريرها حول نشاط حسن البنا والتى انتهت إلى أنه له علاقات مع دول أجنبية وأنه يتلقى معونات خارجية ويرتبط بعلاقات خاصة مع السعودية وإن لجماعته نشاطاً مضاداً لنظام الحكم وأن تصاعد عمليات العنف فى الفترة الأخيرة ينذر بالخطر الأمنى لموقف جماعة الإخوان وخلال هذه الفترة أكد أن جماعة الإخوان بهذا الشكل تكون قد دخلت فى طور الحركة التى تتميز بمرحلة ثبات نسبى تقف فيها الطائفة الراغبة فى الوثوب على السلطة لترك المقارنة بينها وبين النظام الحاكم للأغلبية الجماهيرية.
وأحس فاروق وقتها أن عليه التخلص نهائياً من حسن البنا وجماعته وقد أحكم فاروق خطته فى التخلص من حسن البنا، حيث دعا البنا لاجتماع أطلق عليه اجتماع لجنة الصلح بين الحكومة والإخوان داخل مقر جمعية الشبان المسلمين حيث وقف عدد من أفراد الحرس الحديدى متخفين فى زى حراس مقر الجمعية.
وعقب انتهاء اجتماع لجنة الصلح بين الحكومة والإخوان خرج ممثلو الحكومة فى الاجتماع وركبوا سياراتهم ثم خرج البنا وحده وأمام باب جمعية الشبان المسلمين أطلق أفراد الحرس الحديد النار على حسن البنا ونقل إلى مستشفى قصر العينى ولم يتقدم طبيب واحد لإسعافه.
ويموت حسن البنا وتفقد جماعة الإخوان العقل المدبر والمهيمن على مقاليد أمورها ولتطوى صفحات الإخوان المسلمين أول جماعة دينية تدخل اللعبة السياسية وتسعى للوصول إلى الحكم، ويموت البنا دخل جماعة الإخوان مرحلة جديدة تميزت بالهدوء والتوقف عن أى أنشطة جديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق