بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 15 سبتمبر 2017

ياولدى -- هذا عمك سيد قطب
*****************************
منقول
جاء فى مقال للأديب والناقد الكبير الأستاذ «سليمان فياض» فى مقال له عنوانه «تحولات سيد قطب» «مجلة الهلال عدد سبتمبر 1986»، روى فيه بعض ذكرياته منذ وقع فى غرام كتابات «سيد قطب» فى مجلة «الرسالة» الشهيرة، وكان أول ما قرأه مقال عنوانه «نسخ بالكربون» عن أم كلثوم وعبدالوهاب وصفها فيه بقوله: «أم كلثوم خامة صوتية كونية مدهشة لم تجد بعد الملحن الذى يحررها من طابع التطريب فى الأفراح والليالى الملاح ومجالس السمر».
ولم يترك «سليمان فياض» مقالا أو كتابا لسيد قطب إلا قرأه فيزداد إعجابا به، وعندما يصدر كتاب «السلام العالمى والإسلام» يكتب سليمان فياض مقالا عنه ويبعث من المنصورة بالبريد إلى مجلة الرسالة التى تنشره فى باب عرض الكتب، ثم يروى «سليمان فياض» قصة أول لقاء له مع سيد قطب بعد وصوله إلى القاهرة وبحث عن رقم تليفونه وتحدث إليه وباسمه وبرغبته فى زيارته، وتمضى باقى الحكاية على النحو التالى:
«وصف لى العنوان إلى بيته فى حلوان وأرشدنى إليه بدقة وكأنه حريص على اللقاء، وجدته جالسا فى حديقة بيته تحت شجرة عتيقة، أخذنى خادم إليه، كان يلبس جلبابا أبيض، كان أسمر اللون بيضاوى الوجه يحمل عينين واسعتين، غافيتين أبدا، وبدا لى وهو ينهض مصافحا نحيل القوام وكان يجلس معه الشاعر «محمود أبوالوفا».. و.. و..
شكرنى على مقالى عن كتابه وشردت عيناه، وران الصمت، سألنى فيم قدومى إلى القاهرة».. و..
وسألته عن رأيه فى هذه الثورة؟! ابتسم وقال لى: هنا تحت هذه الشجرة كان الضباط الأحرار يعقدون بعض اجتماعاتهم معى فى فترة التمهيد للثورة!
ولعل المهم والمثير فى رواية «سليمان فياض» هو أن «سيد قطب» ذهب إلى داخل منزله وعاد وهو يحمل مظروفا أخرج منه صورا، وأخذ يريها لى واحدة واحدة وكان هو فى كل صورة وتحت هذه الشجرة، وكانت كلها صورا ليلية أخذت فى ضوء الفلاش، وفى كل صورة كان هؤلاء الضباط الأحرار وهو بينهم أبدا واسطة العقد» ثم، قال فياض له:
- لا أرى بينهم محمد نجيب؟ فابتسم وقال: هذا جاءوا به واجهة للثورة، الرتبة العسكرية لها حساب!
وأرانى الصورة التى رددتها مرة أخرى وأشار إلى «جمال عبدالناصر» وقال:
- هذا هو قائد الثورة الحقيقى، يتوارى الآن وراء نجيب وغدا سيكون له شأن آخر!
وأعاد الصورة إلى المظروف ووضعه على أريكة خضراء وقلت: أراض أنت عن هذه الثورة؟ قال سيد قطب: لا أجد فى تطور أمورها ما يريح، فهؤلاء الأمريكان يحاولون احتواء ها بدلا من الإنجليز.. أتفهم ما أعنيه؟!
هززت رأسى وأطرقت وسمعت صوته يقول: هل تحس كشاب أنهم سيفلتون من الاحتواء؟ ولم أجد على لسانى ما أجيب به!
انتهت حكاية «سليمان فياض» بكل ما تحمله من دلالات ورموز لعل أهمها علاقة بعض ثوار يوليو بسيد قطب!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق