بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 27 أكتوبر 2017

صلاح الدين الآيوبى لم يكن خائنا ولم يكن مرتدا وهو يوقع هذه الآتفاقية
******************************************************************
منقووووووووووووووووووووول
اتفاقية الرملة
كان لوقع الانتصارات التي حققها القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في بلاد الشام أثرها العظيم في الغرب الأوربي لا سيما سقوط بيت المقدس في أيدي المسلمين سنة ( 583 هـ / 1187 م ) بعد موقعة حطين ، وانكماش الممالك الصليبية في بلاد الشام ، مما جعل صوت البابوية يرتفع مجدداً منادياً ملوك أوروبا وأمرائها للقيام بحملة صليبية جديدة تسترد بيت المقدس وتثأر للصليبيين .
وقد آتت هذه الدعوة ثمارها حيث استجاب لها ثلاثة من أكبار ملوك أوربا وهم
( ريتشارد قلب الأسد – ملك انجلترا )
( فيليب الثاني أغسطس – ملك فرنسا )
( فردريك بربروسا – امبراطور المانيا )
وكان هذا الأخير قد اختار ان يسلك طريق البر حيث تعرض لمصاعب جمة انتهت بغرقه في أحد أنهار أسيا الصغرى وتشتت حملته .
وصل كل من فيليب أغسطس وريشارد قلب الاسد الى عكا وبدأا حصار المسلمين ، إلا أنه لم يكد يمضي الوقت حتى دبت الخلافات بين قائدي الحملة الصليبية نتيجة خلافات قديمة تجددت في أرض المعركة ،
نتج عنها انسحاب فيليب اغسطس ملك فرنسا والعودة الى بلاده .
بقي ريتشارد وحيداً في بلاد الشام ليتحمل وحده عبء مواجهة المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي ، وكانت هذه المواجهه ثقيلة على القائد الصليبي اذ تزعم لوحده جموع الصليبيين في بلاد الشام لاسترداد بيت المقدس ودارت بينه وبين صلاح الدين عدت معارك خلال السنوات ( 587 – 588 هـ / 1191 – 1192 م ) كان من أهمها معركة أرسوف سنة ( 587 هـ / 1191 م ) التي أوشك فيها صلاح الدين أن يقضي على الصليبيين لولا اعادة ريتشارد تنظيم صفوفه .
بدأ موقف صلاح الدين يزداد قوة وصلابة في الدفاع عن بيت المقدس ،
بالرغم مما كان يعانيه من ظروف وأزمات داخلية ،
وفي المقابل بدأت تظهر داخل الجيش الصليبي خلافات كبيرة ومعقدة ،
إضافة إلى قلق القائد الصليبي ريتشارد من الأنباء التي كانت تصله تباعاً من عودة عدوه اللدود فيليب أغسطس إلى الاعتداء على أملاكه في الغرب .
وفي ظل تلك الظروف بدأ يظهر نوع من المفاوضات بين الطرفين كان كل منهما بحاجة إليه لمعالجة مشاكله الداخلية وترتيب أموره ، حيث توصلت تلك المفاوضات العسيرة إلى توقيع اتفاق عرف ب صلح الرملة سنة ( 588 هـ / 1192 م )
بنود الاتفاق
كان من بنود الاتفاق أن تتوقف الحرب بين الطرفين لمدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وعلى أن يكون للصليبيين المنطقة الساحلية من يافا وقيسارية وحيفا وأرسوف وما عدا ذلك يبقى بأيدي المسلمين بما فيها بيت المقدس، كما نص الاتفاق أن للمسيحيين حق الزيارة بدون حمل سلاح.
وقد تضمنت شروط الاتفاقية ما يلي:
تكون الهدنة عامة في البر والبحر، ومدتها ثلاث سنوات وثلاثة أشهر.
أن يتخلى الفرنجة الصليبيون لصلاح الدين عن عسقلان وغزة والداروم (دير البلح)، وأن يبقى الساحل بيدهم من صور إلى يافا بما فيها قيسارية وحيفا وأرسوف.
للنصارى الحرية التامة في زيارة الأماكن المقدسة في القدس دون أن يؤدوا ضرائب للمسلمين، وتكون السيادة على الأماكن التعبدية حسب الاتفاقية من صلاحية المسلمين.
اشترط صلاح الدين دخول الاسماعلية الباطنية في الهدنة وفي المقابل اشترط الصليبيون دخول أميري أنطاكية وطرابلس الصليبيين في ذلك .
تكون مدينة الرملة واللد مناصفة بين المسلمين والصليبيين .
تتم هذه الاتفاقية بعد أن يحلف عليها ملوك وأمراء كلا الطرفين
وناب عن الملك ريتشارد في التوقيع على الاتفاقية هنري دي شامبني وباليان الثاني دي أبلين وأونفروي الرابع دي تورون، في حين مثل الجانب الإسلامي: الملك الأفضل والملك الظاهر ابنا صلاح الدين، وأخوه الملك العادل وبعض الأمراء الأيوبيين الآخرين. هذا وقد اشترط الصليبيين دخول صاحب أنطاكية وطرابلس في الهدنة فوافق السلطان على أن يقسموا فإن لم يفعلوا ذلك لا يدخلوا فيها. وقد أمر صلاح الدين أن يذاع خبر الهدنة في معسكرات الجنود وفي الأسواق ليتنقل المسلمين والصليبين في البلاد بحرية وسلام.[1]
بعد هذا الصلح غادر ريتشارد عن طريق البحر عائداً الى بلاده حيث واجهته مصاعب جمة في طريق عودته سار خلالها متنكراً عبر النمسا واكتشف امره الامبراطور الألماني ووضعه في السجن ولم يطلق سراحه إلا بدفع فدية كبيرة وقتل بعدها في معركة ضد خصمه اللدود فيليب أغسطس ملك فرنسا سنة (1199م) ، أما صلاح الدين الأيوبي فما لبث بعد هذا الصلح إلا سنة واحدة ، حيث توفي رحمه الله في دمشق سنة ( 589 هـ / 1192 م ). وكانت وفاته فاجعة وخسارة كبيرة على الأمة الإسلامية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق