بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

تاريخ الوهابيين -- تأليف -- أيوب صبري باشا-- الذى وضعت قصائد منسوبة اليه بالمسجد النبوى
*********************************
اقدم لك ماكتبه الرجل اولا ثم نستكمل الحديث - كى تعرف ماذا فعل الترك بالاسلام؟؟
*****************************
مقدمة الكتاب
لقد أردت أن أكتب تاريخاً موجزاً خاصاً باسم (تاريخ الوهـابيين )، يسـتعرض تـاريخ ظهـور
الوهابيين، الذين استولوا على منطقة الحجاز المقدسة في عام 1222هـ، ويبـين كيـف انتهـوا
وزالوا. إلا أن هذه الفئة الحقيرة تمثل مذهباً للضلالة، قام على أنقاض مـذهب الق رامطـة وبقايـا عقائدهم،
**********************************
ظهور الوهابية
يطلق اسم الوهابية على تلك الفرقة الباغية والضالة، التي حطت على الحرم المقدس للمسجد الحرام
كأنها ضباب مظلم في عام 1222 للهجرة، وأجبرت الشريف غالب على التصالح معهم ومداراتهم .
وهذه الفئة الخبيثة تتبع المذهب الفاسد الذي أسسه محمد بن عبد الوهاب
**********************************
كان محمد بن عبد الوهاب حنبلي المذهب، وسعى في بداية عمله بالتدريس إلى غواية الطـلاب
وإضلالهم، ولكنه كان يخشى الجهر بأفكاره الفاسقة والضالة التي تعتمل في ذهنه ولك يجرؤ على
إعلانها فجأة بين الناس
***********************************
كان طلاب ابن عبد الوهاب من أبناء القرى المذكو رة، وهم من البدو . ولهذا، فمن الثابت أنهم لم
يستطيعوا إدراك وتمييز علامات الخلل الذي يعتري أقوال شيخهم المارقة . ولكنهم لاحظوا أنـه لا
يشتغل بقراءة القرآن الكريم ولا يتقيد بتلاوته وتفسيره، وأنه لا يستند إليه، وينشر اعتقاده الفاسـد
وترهاته الفارغة بقوله : "لماذا تنشغلون بكتاب دلائل الخيرات؟ وما الفائدة منه؟ " ولما أبـان عـن
معتقداته على هذا النحو، علموا أنه ينكر النبوة، طعنوا في أقواله وقبحوها، وشنعوا عليه .*****************************************
كان شريف مكة المكرمة آنذاك الشريف مسعود، الذي علم أن ابن عبد الوهاب يسوق الناس إلى
أفكاره الفاسدة، ويدفعهم إلى الضلا ل والرفض والإلحاد، وأخبره بذلك حجاج أهل السنة الذين قدموا
إلى مكة لأداء فريضة الحج . كذلك أخبره علماء جهات الشرق، وشرح له كل واحد منهم الوضـع
والحال، وأطلعوه بالتفصيل على أفكار ابن عبد الوهاب وأحيط علماً بتطلعاته ونواياه وديانته . فقام
الشريف مسعود باستفتاء ك بار علماء مكة المكرمة بشأن المعاملة الشرعية التي يجب أن تتخذ إزاء
هذا الضال . فأفتوا بفتاوى متعددة فحواها أنه " يجب ردع محمد بن عبد الوهاب زجراً عما يـدعو
إليه من الرفض والإلحاد، وإذا عاند واستمر في دعواه وثبت عليها، فيجب قتله ". وأرسل الشريف
رسالة خاصة إلى ال باب العالي عرض فيها الأمر من كل جوانبه وأرفق بها الفتاوى الشريفة التـي
أفتى بها علماء مكة .
*******************************
وبحث الباب العالي الأمر، وجرت تحقيقات معمقة، وبعد ذلـك، أرسـلت أوامـر مشـددة بهـذا
الخصوص إلى والي جدة عثمان باشا بضرورة التحرك بالاتفاق مع الشريف مسـعود، وصـرف
الجهود لتأد يب ابن عبد الوهاب بأي شكل، والتنكيـل بـه . والـذي حصـل أن هـذه التحقيقـات
والمخابرات والمراسلات قد استغرقت مدةً طويلة، في الوقت الذي كان فيه ابن عبد الوهاب يبحث
عن رجال يقلدهم الخلافة، ونشر مذهبه في الدرعية وما جاورها، وتشكلت فرق وجماعات كبيـرة
جداً في أقاليم نجد، وصرف جهداً لا حد له من أجل نشر مذهبه الباطل في منطقة الحجاز، وخطط
للعصيان والثورة والتمرد .
**************************************
وعمل محمد بن عبد الوهاب، سيئ الجبلة، في الدرعية وما حولها على تكوين جماعـة تـنهض
بقضية الإمامة، وتمكن من تحقيق غرضه هذا، ولكن نشر أفكاره الضارة الباطلـة كـان منوطـاً
بوجود العصبية والنسب القبلي . ولأن هذا الدنيء الجهنمي لم يكن له أصل وعصبية معروفة، اتجه
إلى شيخ الدرعية عبد العزيز، الذي له قدره عند العربان ونسـبه معلـوم لهـم، وكـان متطلعـاً
للاستقلال، ورغبه في الاستيلاء على الحرمين . فوافق عبد العزيز، العاصي مثير الفتن، على رأي
ابن عبد الوهاب واستصوب أفكاره .
******************************************
ولما دخل عبد العزيز في ديانة ابن عبد الوهاب المخترعة، اعتراه الغرور، وداخله الكبر، وأخذته
النخوة، فصرح بأنه ينوي أن يهاجم بغداد أولاً، ثم مكة المكرمة والاستيلاء عليهما . وشرح أفكاره
هذه المدعمة بمذهب محمد بن عبد الوهاب لمشاي خ العربان والبدو، وأعلنها عليهم . وبدأ في التجول
في القرى والنواحي يجمع الأموال تحت مسمى العشور والزكاة الشرعية، وقتل كل مـن خالفـه
الرأي من علماء أخل السنة . وبالجبر والغصب والظلم تمكن من جمع أموال طائلة، تكفـي للنفقـة
والصرف على الغوغاء والجموع الغفيرة التي ال تفت حوله . وأدخل بتحريضه المستمر كثيراً مـن
رجال القبائل ممن لا شعور لديهم في مذهب محمد بن عبد الوهاب الفاسد .
***********************************************************
وبعد ذلك، استند إلـى هذه الكلاب [الجماعات] التي التفت حوله، وطالب بالخلافة . ووسع الدائرة التي انتشرت فيها الديانة
الباطلة المستمدة من اجتهادات محمد ب ن عبد الوهاب، وصارت له قوة يمكنها أن تصمد أمام عـدة
فرق عسكرية نظامية .
**********************************
ونشر عبد العزيز رعاع الوهابية في جبال الدرعية وبوادي نجـد، ولكـي يضـمن اسـتعدادهم
لتضحيتهم بأرواحهم وأنفسهم في سبيل تنفيذ أوامره، استدعي شيوخ القبائل، في وقت احتشاد هـذه
14
الكلاب [الجموع]، بتح ريض من ابن عبد الوهاب، وشكل منهم مجلساً سرياً خاصاً . واستمال كـل
من هؤلاء الشيوخ بأنواع من العطايا والهدايا، وكسبهم إلى صفه، وسيطر على وجدانهم وأفكارهم .
ثم بدأهم بالخطاب مستعرضاً أفكاره السخيفة قائلاً :" لقد أصبحت أملك من القـوة العسـكرية مـا
يمكنني من تحقيق ما نويت عليه من أمر. وهدفي من جمع هذه القوة وتجهيزها وإعدادها هو الغزو
بقوة عسكرية قاهرة من دار خلافتنا، التي هي الدرعية النجدية، ولإخضاع أهالي القـرى والـبلاد
التي أمر بها، وإدخالهم في طاعتي وتعليمهم أمور دينهم . والاستيلاء على بغداد وما حولهـا مـن
البلاد، بفضل ما أتمتع به من صفات العدل واتباع الإنصاف . ولكن تحقيق أملي هذا، مرتبط بسبب
مهم وهو ضرورة القضاء على علماء أهل السنة الذين يدعون أنهم يتّبعـون الشـريعة المحمديـة
المطهرة، والسنة الأحمدية الشريفة . وبمعنى آخر، قتل كافة المشركين الذين يتبعون علمـاء أهـل
السنة، وجعل هم رقابهم طعمة للسيف . ذلك أن أتباع مذهبنا لا يمكنهم أن يجدوا الراحة فـي الـبلاد
التي يوجد بها علماء أهل السنة . فيجب أولاً التخلص من المشركين الذين ظهروا وتسـموا باسـم
العلماء وإعدامهم، ثم نتقدم للاستيلاء على بغداد دار السلام ".
ولقد استقبل رؤساء القبائل العصا ة، الذين حضروا ذلك المجلس الشيطاني، أقـوال عبـد العزيـز
وأفكاره هذه بالترحاب، وقالوا " نحن تركنا ديارنا وبلادنا وانطلقنا في جبال الدرعية ونواحي نجـد
من أجل تنفيذ أوامرك . ولسوف نقوم نقبل ما تأمرنا به مهما كان، وننفـذه دون أدنـى تـردد أو
تقاعس ". عقب ذلك قاموا بتقبيل يد عبد العزيز القذرة واحداً تلو الآخر وذلك حسب عادة الأعراب .
وبعد أن أتم معاهدة العربان على هذا النحو، أصدر أوامره إليهم قائلاً :" والآن، وبمقتضى مـذهبنا،
يجب عليكم غرس هذه الأفكار والتصورات التي تعد مثالاً للعدالة الحمراء والإنصاف الدموي في
أذهان العربان وعقولهم، وابعثوا بهم لمقاتلة المشركين والعربان الذين ليس لهم من الإسلام سـوى
الاسم، وحرضوهم على ذلك ".
*************************************
وفي تلك الأثناء، كان محمد بن عبد الوهاب قد خرج يطوف بالبلاد لنشر ديانته، وترك إلى جانب
عبد العزيز أحد علمائه الزنادقة يدعى محمد بن أحمد الحفظي . وحسب المثل القائل "كل سر جاوز
الاثنين شاع "، فقد انتشرت في الآفاق أفكار عبد العزيز الغادرة والظالمة، وتولى الأمر غير أهلـه
وتدخل فيه من لا علم له، ووجدت تلك الحشرات الضالة [جموع الغوغاء الملحدين] الفرصة سانحة
لإيذاء علماء الموحدين والتشفي منهم، بتحريض من محمد بن أحمد الحفظي . ولهذا دخل الخـوف
إلى قلوب علماء أهل السنة الموجودين في أطراف الدرعية، ولكي ينقذوا أرواحهم، وفـي الوقـت
15
نفسه يقدموا خدمة لأهل الإيمان بإيقاظ الدولة العثمانية من غفلتها وسباتها العميق، جـرت بيـنهم
مراسلات ومكاتبات، وتركوا ديارهم ومنازلهم، وفروا إلى بغداد ، وأطلعوا واليها سليمان باشا على
مجريات الحوادث هناك، وقالوا :
********************************************
"إن رجلاً زنديقاً يسمى محمد بن أحمد الحفظي، يقول إنه مكلف من قبل مجدد الدين، وإمام أهـل
اليقين محمد بن عبد الوهاب، يدفع الناس إلى الضلال، ويسوقهم إلى الإلحاد . ويتحلى هذا الزنديق
في الظاهر بالقول البديع وبالبريق الزائف والتطلع، وفي باطنه يحمل الحيل الشيطانية، فهو يقـول
بوجود مكان الله رب العالمين عز وجلّ، ويثبته له، وينكر الشفاعة العظمى لخاتم النبيين، صلى االله
عليه وسلم. ويقنع بأمثال هذه الأقوال ما لا حصر له من جهلة الناس ".
****************************************
"وهذا الرجل عدو لأرواح أهل التوحيد، فهو ضال، وأيضاً مضل يصرف الناس عن سواء السبيل .
ولقّب شيخ الدرعية عبد العزيز، الحريص على زعامته، بلقب "أمير المؤمنين". وفوق ذلك فإنه كان
يبشر الحمقى الذين غرر بهم وأدخلهم في مذهبه الباطل بالجنة والفردوس الأعلى، ويبشر المسلمين
الذي ثبتوا على الإ سلام بنار جهنم . واصطلى المسلمون بنار أذيته، وأحرقهم بظلمه وتعدياته . ومن
بين معتقداته، زعمه أن المؤمنين والمؤمنات الذي ماتوا منذ خمسمائة سنة وحتى وقته، قد مـاتوا
على الشرك . ويسوق الأدلة لإقناع من لا يؤمن بذلك، ويكفر العلماء الذين يقولون بصحة الأحكـام
الدينية التي عليها المذاهب الأربعة . ويسعى في تحريض عبد العزيز وتشجيعه على غـزو بغـداد
والحرمين الشريفين، والاستيلاء عليهما . ولقد جهز عبد العزيز قواته العسكرية للاسـتيلاء علـى
بغداد، مدفوعاً بحرصه على الاستقلال، وأعطى أوامره الصارمة للوهابيين بقتل كل من يصادفهم
من العلماء".
"ولقد تركنا ديارنا بمجرد أن سمعنا بهذه الأخبار، وقدمنا إلى مقامكم العالي هذا طلباً للجوء تحـت
جناح حماية السلطنة السنية العثمانية . ويجب أن تعلموا إنه إذا حدث تهاون وتسـامح فـي هـذا
الخصوص، فلن يبقى في أرض الحجاز مسلم واحد، وسيخترم السيف رقاب المسلمين ه ناك عـن
بكرة أبيهم، وسوف تسقط بلاد الحجاز المقدسة في أيدي الوهابيين ."
ولقد تأثر سليمان باشا غاية التأثر من هذه الأخبار المحزنة والحوادث الأليمـة، وعقـد المجلـس
العمومي واتخذ قراراً في هذا الشأن، بدراسة أفكار عبد العزيز وتطلعاته، وبناء على ذلـك تتخـذ
التدابير وا لاستعدادات اللازمة . فأرسلت لهذا الغرض رسالة تهديد ووعيد إلى عبد العزيـز . فـرد
16
عليها عبد العزيز برسالة مرتبة بشكل شيطاني، قال فيها :" أظن أن بعض الوشاة والمغرضين قـد
نقلوا بهتاناً وافتراءات في حق الداعي لكم، مما سبب غضب سيدنا [أفندينا] وحدته. إن الداعي لكم
يؤمن باالله ورسوله، ويعمل بموجب العلم الإلهي، ويتبع أوامر نبينا صلى االله عليه وسـلم، وبكـل
طاعة وتسليم . ولهذا، فإن الفساق من أهالي البلاد والنواحي الواقعة في عهدة مشيخة الداعي لكـم،
لا يستطيعون تجاوز حدود أحكام الشريعة الغراء، ومن هنا فهم يسعون للإيقاع بيننا بالفتنة والتفرقة
والوشاية. ومقصدهم هو أن ارتكاب الأفعال القبيحة والتصرفات الخارجة عن الحياء في الدرعيـة
وما حولها من البلاد . إن بلاداً تطبق فيها أحكام الشرع بحذافيرها لا يمكن تصور وقوع مثل هـذه
الأفعال في حدودها . أما الأشخاص المغرضين الذين يسعون بالفتنة فيما بينن ا، فأرجو من عدالتكم،
المسلّم بها من الجميع، أن تنزلوا بهم عقوبة الإعدام ليكونوا عبرة للعالمين، وحتى لا يتمكن بعدها
أي مغرض فتان من الدخول بيننا بالفساد ".
واستشف سليمان باشا من رسالة عبد العزيز هذه التي صيغت بأسلوب شيطاني، أن نار الفتنة التي
تنطوي عليها قل وب الوهابيين، ويضمرونها سراً، قابلة لأن يشتد أوارها وسعيرها . ولهذا أعطـى
أوامره بتجهيز فرقة عسكرية وإعدادها للسير إلى الدرعية . لكن قبيل إرسال هذه الفرقة قـدم مـن
جهات الدرعية رجل صدوق، موثوق الرواية وذكر أن أحد الأعراب قد عاد برفقة شقيق له مـن
مكة المكرمة، وفي أثناء الطريق، اعترضهما جماعة لصوص من أشقياء الدرعية، ومن عصابات
سعود بن عبد العزيز، وقتلوا شقيقه، وسلبوا مالهما وأشياءهما . فثار الأعرابي، واشتد به الغضب،
وانطلق إلى الدرعية يريد قتل رئيس الأشقياء سعود بن عبد العزيز. ولكنه لم يتمكن مـن مقابلـة
سعود، فصادف أب اه عبد العزيز فقتله، وأخذ بثأر أخيه ". ولما سمع سليمان باشا هذا الكلام صرف
النظر عن إرسال القوة العسكرية التي أعدت للتوجه إلى الدرعية .
وإن كان سليمان باشا قد تخلى عن سوق الجنود نحو الدرعية بسبب وفـاة عبـد العزيـز، إلا أن
سعوداً كان أكثر عناداً وفساداً من والد ه عبد العزيز، الذي صارت جهنم مأواه . فلـم يكـد يتـولى
منصب المشيخة حتى انطلق بتحريض من الزنديق محمد بن أحمد الحفظي وتشجيعه لهـدم قـوام
الشريعة الإسلامية من أساسها، ونوى أن يجعل من المدينة المنورة في حكم (دار الندوة ) للروافض
الزنادقة. وتمكن في ظرف مدة قصيرة من جم ع أعداد غفيرة لا حصر لها من الغوغاء والـدهماء
من أهل جهنم، وجهزهم، وخرج بهم يريد الاستيلاء على الحرمين الشريفين . وفي الوقت نفسـه،
أرسل طلباً إلى الشريف سرور، رحمه االله، حاول فيه إقناعه بأن مقصده هو السماح له ولجماعته
بأداء فريضة الحج .
17
ولكن الشريف سرور كان رجلاً متصفاً بالشجاعة، فرد علـى سـعود بقولـه :" إن أردت أن أزق
جسدك بسيفي إرباً إرباً، وأطعم الضواري بجيفتك، فأقدم وأقبل بمن معك ". وجمع بعض العساكر،
وجهزهم، وسار بهم نحو الدرعية . وكان الشريف شجاعاً بطبيعته، ويعد بين العرب معادلاً لألفـي
رجل مغوار .
ولما علم سعو د بن عبد العزيز أن الشريف سرور قد تحرك من مكة علـى رأس قـوة عسـكرية
كافية، تحير ماذا يعمل، وكيف يدبر الأمر، فلجأ مع عساكره إلى الجبال الوعرة، ولكن الشـريف
سرور لم يتركهم، بل تعقبهم، وهزمهم في أول مواجهة بينهما، وشتت شملهم، وقتل كثيراً مـنهم،
وعاد إلى مكة. وبعد مدة قصيرة مرض الشريف، وتوفي .
واستفاد سعود بن عبد العزيز من وفاة الشريف سرور، فعمل على توسيع نطاق فساده، وإظهـار
شقاوته، فأخذ في قطع طريق الحج . وفي عام 1224هـ انطلق مع خمسة عشر ألف وهابي مـن
4 أعراب البادية، ممن لا ضمير لهم ولا فهم عندهم، وقرر الاستيلاء على قل عة (الجفير)
الواقعـة
على نهر الفرات . واستطاع أن يهزم قوة عسكرية، قوامها عشرون ألف رجل، ساقها عليه سليمان
باشا، وشتت شملها . وانتشى بسكرة النصر، فاستولى على قريـة (السـراج )، المجـاورة لقلعـة
(الجفير ).
وبعد أن مني سليمان باشا بهذه الهزيمة المنكرة، حشد قوة عسكري ة، قوامها عشـرة آلاف رجـل،
5 جهزها أحد أعيان الرقة يدعى حاجي محمد آغا، الحائز على رتبة " سر صاقصـونجي
"، ووالـي
الرقة عبد االله باشا، وتولى قيادتها، وهاجم الوهابيين التعساء، واستطاعت هـذه القـوة أن تنـزل
الهزيمة بهم في أول حملة عليهم . وشتت جموع الوهابيين، وقتل معظمهم . وبالإضافة إلى ذلك، فقد
غنموا منهم مائتي رأس من الإبل .
وقام سعود التعيس، ذو الجبلة الفاسدة، بعد اندحاره في معركة (السراج)، بتجميع فلوله المهزومـة
في أحد الأماكن، ورتّبهم وأعاد نظامهم، وأغار على قافلة الحج المصري ونهبها، وقتل الآلاف من
الحجاج الأبرياء، وأس ر كثيراً منهم . وأرسل الشريف غالب، الذي تولى الإمارة بعد وفاة الشـريف
4
المترجم: هل هي العقير؟؟؟؟ أو الجهراء انظر جودت تاريخي 4/1735-1736.
5
المترجم: لقب سير من سكسونيا
18
سرور، رحمه االله، أخاه الشريف عبد العزيز إلى الدرعية، وكلفه بمهمة تأديب الوهـابيين الـذين
نهبوا قافلة الحجاج المصريين، وأمره أن ينكل بهم . والتقى الشريف عبد العزيز بمن صادفهم مـن
جموع الوهابيين، واشتبك معهم، ومزق شملهم، ولكنه عاد من دون أن يصل الدرعية .
ولقد كان رأي الشريف غالب هو إخماد نار الوهابيين المستعرة في قلعة الدرعية، والقضاء عليهم،
ولهذا سخط على أخيه الشريف عبد العزيز، ولامه لوماً شديداً لرجوعه دون مهاجمة قلعة الدرعية .
ولهذا قرر أن يقوم بنفسه بالسير إلى الدرعية . وكان أخوه الشريف فهيد، من عقلاء الأشراف، فقال
له:" إن الوهابيين يتحصنون في موقع طبيعي محكم بعيد جداً عنا، فإذا لم يحالفنا الحظ بالانتصـار
عليهم، وهزمنا في الحرب، وبناء على ذلك، اضطررنا لطلب الجند من مكة، فمن العسير تـأمين
المدد وس وقه منها . وإذا كان رأيكم السامي يتطلب تأديب الوهابيين ومعاقبتهم والتنكيل بهم، فإن هذا
مرهون بتأمين قوة عسكرية قاهرة كافية، لها قدرة ساحقة، وهذا من الأمور العظيمـة، المنوطـة
بعاصمة الخلافة الإسلامية [في إسطنبول ]. وكل ما نستطيعه هو توفير الحماية لمكة المكرمة . فإذا
ما قدم هؤلاء الوهابيون وهاجموها، فسوف نقاتلهم، وإلا فإن مسيرنا لغزو عدو تجهز بقوة كبيـرة
وإمكانيات عظيمة مثل هؤلاء، وتعرضنا للهزيمة هناك، سيؤدي إلى خروج بلاد الحجاز المباركة
من أيدينا ". ولكن الشريف غالب لم يلق بالاً لكلام الشريف فهيد، ولم يصغ إليه، فجم ع قوة عسكرية
كافية، وخرج من مكة المكرمة يريد ضرب الدرعية .
ولأن الشريف غالب كان ساخطاً على أخيه الشريف فهيد، فلم يلق بالاً لنصائحه . ذلك أن الشريف
غالب كان قد أسند إلى الشريف فهيد قيادة القوة التي جهزها لمعاقبـة الوهـابيين والتنكيـل بهـم
وطردهم، لغارتهم على الح جاج المصريين ونهبهم . ولكن الشريف فهيد كان صاحب فكر بعيد، فلم
يقبل هذا التكليف، فسخط عليه الشريف غالب، وأثار غضبه. وحدث بعد ذلك، أن قبل الشريف فهيد
قيادة القوة العسكرية المجهزة بنفسه، إلا أن تفسير الشريف غالب للنصائح الحكيمة التي وجهها له
على أنها نابعة من جبنه وخوفه، جعله يرفض هذه المهمة . ولكن، وكما سنرى بعـد قليـل، فـإن
الشريف غالب قد ارتكب خطأً كبيراً لعدم أخذه بنصائح الشريف فهيد .
وتقدم الشريف غالب بقواته ووصل إلى وادي الشعراء للاسـتيلاء علـى قلعتهـا . ولمـا رأى أن
الوهابيين الموجودين بداخل القلعة يبادلونه الرمي بالرصاص والقذائف، قال:" لن أتحـرك خطـوة
واحدة من هنا ما لم أستولي على هذه القلعة الصغيرة مهما كلفني الأمر، وسأهدمها وأحولها إلـى
خراب". وأسس له مقراً ونصب خيامه في وادي الشعراء، وبدأ في التضـييق علـى الوهـابيين
19
المتحصنين بالقلعة .وهذه القلعة رغم أنها صغيرة جداً ومبنية من الطين والتراب، إلا أنهـا تشـكل
حامية قوية وسليمة بسبب موقعها، وقد تحصن بها حوالي سبعين رجلاً من حماتهـا الوهـابيين .
وحاصر الشريف غالب القلعة من أطرافها، وأخذ يرميها بالمدفعية والبنادق والقنابل والمقـذوفات،
واستمر الحصار والتضييق عشرين يوماً، ولكنه ل ما رأى أنه لم يدب الضعف والوهن إلى أحد من
المحاصرين في داخل القلعة، وأن الانسحاب والتراجع ليس من شيم الأمراء والأشراف ولا يليـق
به، أحضر سلالم حديدية من مكة المكرمة ليستعين بها في الهجوم على القلعة والاستيلاء عليهـا .
وفي هذا السبيل هلك كثير من جنوده، ولما طل ب من بعض البلاد إمداده بالجند لم يصله منهـا أي
عون أو مدد، فأصابه اليأس والأسف على أنه أضاع عدة أشهر فيما لا طائل من ورائه، وضاعت
جهوده سدى ،وهلك كثير من رجاله .
ولما وصل الشريف غالب إلى مكة المكرمة، جمع بعض العساكر وجهزهم، وساقهم لقتال قرملـة
اليماني القحط اني، الذي رفع راية العصيان والفساد في البوادي، وتمكن من تشتيت شـمله وفـرق
جموعه، وقتل منهم عدداً كثيراً . وفي طريق عودته أغار على بعض قبائل البدو كان قد حنق عليها
لتقاعسها عن تقديم العون له في أثناء حصاره لقلعة الشعراء، وهدم مسـاكنهم، وخـرب ديـارهم
وجعلها مأوى ل لبوم والغربان . وبهذا أدخل الرعب والفزع في قلوب العربان، ولم يعد أحـد مـنهم
يجرؤ على مخالفته. وكان ذلك عام 1208. هـ
وسر الشريف فهيد من استعادة أخيه الشريف غالب نفوذه، ومن زيادة اعتباره، ولكنه شعر بالحزن
العميق لما وصله من الأخبار عن ارتكاب عساكر الشريف غالب جرائم العرض والشرف، ومـا
سببه هذا من كره العربان للشريف غالب، ونفرتهم منه . ومن أجل تأمين عودة الشريف غالب إلى
مكة، أرسل إليه رسالة خاصة، قال فيها :" يا أخي، لقد ولى الزمن الذي يمكنك فيه التجـول فـي
البادية، ومن في معيتك من العساكر قد انتشوا بالانتصارات المتتا بعة التي حققوها، ومن المؤكـد
أنهم ارتكبوا أفعالاً تثير عليك الحقد والضغينة في قلوب الأعراب . وعاقبة هذه الأعمـال وخيمـة،
ونتيجتها الندامة، وتجلب العار . وبما أن شجاعتك وصولتك وهيبتك قد ألقت الرعب والرهبة فـي
قلوب رجال القبائل، فيجب عليك الآن العودة إلى مقر الإما رة، في مكة المكرمة، وأن تسـتريح ".
وبالرغم من ذلك فإن الشريف غالب عد مثل هذا الكلام من الشريف فهيد دلالة أيضاً على جبنـه
وخوره، وفضل الاستراحة في الطائف على الإقامة في مكة . وعدم قبول الشريف غالب للنصـائح
الخيرة من أخيه الشريف فهيد يعد الخطأ الفادح الثاني الذي ارتكبه، وربما هو السبب الرئيسي في
هزيمته أمام الوهابيين .
20
وأما عساكر الشريف غالب الذي انتشوا بشراب النصر والظفر، فإنهم منذ أن نصبوا خيامهم فـي
ساحة الطائف انتشروا بدون توان أو تباطؤ، وساحوا في القرى المجاورة، يملؤهم الغرور والكبر و
التعالي وأظهروا سوء أدب هم وقلة حيائهم، على النحو الذي ذكره الشريف فهيد فيما سبق . لدرجة أن
أحد هؤلاء العساكر صادف ابنة أحد الأعراب في الخلاء، فاغتصبها وفض بكارتها . ولأنها إحدى
بنات العرب الأصلاء ذوي الشرف الذين يحمون عرضهم، وبموجب عـادات الشـرف والعفـة
والعرض، فقد وضع أبوها قميصها المضرج بالدم على كتفه، وشرح الوضع لكل مـن مـر بـه،
وطارت عقول رؤساء قبيلته ورجالها، وأخذ يصيح:" العار... العار، يا صاحب الجار، العـار يـا
العار العار يا.. صاحب العرض والوقار، العار ... العار بحرمة السـتار، العـار ... 6 …مروتكار
العار يا رجال القبائل صاحبة العرض والوقار ". فحرك رجال القبائل المجاورة كلهم ضد الشريف
غالب، وكان يطوف بالقبائل، قبيلة بعد أخرى، وهو يحرضهم بقوله :" إن ذهاب الـروح والمـوت
فداء أولى وأهون من رؤية هذه الفضيحة والعار". وأخذ يحرض رؤساء القبائل ورجالها للأخذ بثأر
ابنته. فاحتشد منهم رجال أكثر من عدد رمال الصحراء، مجهزين للحرب، وتوجهوا لبلدة الطائف .
وتجميع هذا القدر من العساكر في الحال، وتجهيزهم وحشدهم، لا يمكن أن يقع دون أن يعلـم بـه
أهالي مكة والطائف، ولأن هؤلاء البدو قد ضجوا من ظلم الشريف غالب، وبلغ بهم تعسفه مبلغه،
ولأنهم أتموا هذا الأمر في خفية وسرعة، فلم يعلم به أحد من أتباع الشريف غالب حتـى السـاعة
التي اقتربوا فيها من الطائف .
وفي الواقع، لقد تواترت أقوال، ووصلت إلى الشريف غالب، ولكنه مع الأسف عدها من الأرجيف
والأكاذيب، لم يتوقف عندها، ولم يعرها اهتماماً. وبهذا وقع في غفلة شديدة، وارتكب الخطأ الثالث .
وبعد شيوع خبر هذه الواقعة بزمن وجيز، ظهر البدو حول أطراف قلعة الطائف، وفجـأة شـنوا
هجومهم عليها، فهرب الشريف غالب ونجا بنفسه . ثم هاجموا العساكر المغرورة بالنصر والغلبـة
فرقة فرقة كالذئاب المسعورة، وأعدموا خمسة وأربعين رجلاً من الأشراف ومائتي جندي، ونهبوا
الأشياء واللوازم العسكرية، وبذلك أخذوا بثأرهم، وانتقموا لشرفهم .
وبعد هزيمة الشريف غالب المنكرة هذه، غادر مقر إمارته الفخم في الطائف، وتركه للبدو، وعـاد
إلى مكة المكرمة، وسقطت هيبته بين العرب، وتراجع نفوذه بينهم، وصار في منزلة حقيرة كأحـد
6
المترجم: مروتكار، كلمة عربية فارسية مركبة وتستخدم في التركية بمعنى صاحب المروءة .
21
من الناس، وانزوى في داره. ولكنه لما علم بخروج سعود التعيس من الدرعية في حشود كبيرة من
العساكر الملحدين والملاعين لغزو مكة المكرمة، وأنه وصل بجيشه إلى قرية "تربة"، بالقرب مـن
الطائف، جمع العدد الكافي من جنوده، وخرج بهم إلى القرية المذكورة، وطرد سعوداً منها .
ولم يصمد سعود بن عبد ال عزيز إزاء هجوم الشريف غالب، فهرب أمامه، ولجأ جنوده إلى الجبال،
ولكن الشريف غالب لم يتعقبهم . وأخيراً، قام سعود بن عبد العزيز بتجميع عساكره الذين احتمـوا
بالجبال، وأخذ في التضييق على عربان قبائل الحجاز بشكل مستمر، وبدأ في تحريضـهم بإحيـاء
النعرات البدوية عندهم . وبفضل هذا العمل، أدخلهم في طاعته، وانقادوا له . ولقد نفذ إلـى قلـوب
هؤلاء الجهلة ويسيطر عليها كالشيطان، وأخرج كافة البدو، الذين لا عقل ولا حيثية لهم، عن سواء
السبيل، وأضلهم . وازداد عدد المؤمنين بديانته الباطلة، وتعاظم جمعهم، حتى أجبر الشريف غالب
على عقد الصلح معه .
وبموجب هذا الاتفاق أصبح بإمكان سعود وأتباعه من الوهابيين الحج إلى بيت االله والطـواف بـه
متى ما أرادوا ذلك . ولهم أن يقيموا في نواحي الطائف وما جاورها . ويمكن لأتبـاع الطـرفين أن
يتبادلوا البيع والشراء مع بعضهم البعض . ومن شروط هذا الصلح أن يعلن العفو عن ا لبدو الـذين
هزموا الشريف غالب في موقعة الطائف . وكان قسم من النواحي الحجازية قد بقـي تحـت حكـم
الشريف غالب، والبعض الآخر ظل تحت حكم سعود بن عبد العزيـز . وكـان ذلـك فـي عـام
1212. هـ
وكانت معاهدة الصلح التي أجبر عليها الشريف غالب هي الخطأ الرابع الذي وقع فيه .
ذلك لو أن الشريف غالب عندما هزم سعود بن عبد العزيز عند قرية تربة، لم يتركه، وتعقبه حتى
أخرجه من بلاد الحجاز، وأبعده عن أطرافها، لم يتمكن سعود من إفساد عقول بـدو الحجـاز، لا
استطاع أن يغلب الشريف غالب ويضطره إلى عقد اتفاقية للمصالحة جبراً .
ولأن هذه الاتفاقية قد حد ثت في أواسط تلك السنة، فقد قدم سـعود فـي موسـمي الحـج عـامي
1213هـ وعام 1214هـ بنفسه وفي معيته جموع غفيرة من العسكر، وظهر بهـم فـي مكـة
وعرفات، ونشر بذور الفساد والاضطراب في قلوب قبائل العربان وعقولهم .
22
وفي خلال هاتين السنتين، تعاظم عدد الناس الذي بايعوا عبد العزيز على اتباع مذهب محمد بـن
عبد الوهاب الباطل، وازدادوا بشكل مثير للحيرة والدهشة، وانقلبوا كلهم ضد الإسلام .
وأدرك الشريف غالب من التحركات المشاهدة للذين يبايعون سعوداً، غير المسعود، ومن تزايد عدد
غوغاء الوهابية يوماً بعد يوم، أن فتنة الوهابية قد اكتسبت أهمي ة، وأن زمام الإدارة فـي منطقـة
الحجاز سينتقل إلى يد سعود بن عبد العزيز المنحوسة . وأراد تهديد سعود بن عبد العزيز بإرسال
رسائل ومكاتيب تطالب بضرورة إعادة أعراب البادية الذين ينضمون إلـى طـرف الوهـابيين،
وإرجاعهم إلى قراهم بموجب شروط المعاهدة . إلا أن سعوداً رد علي ه رداً حاسماً بقولـه : "إنـه لا
يجوز شرعاً إعادة من يدخل في الدين الحق ". ولذلك كان مضطراً لاستخدام القوة العسـكرية مـن
أجل تنفيذ أحكام معاهدة الصلح وشروطها . ولكن سعود بن عبد العزيز كان قد جمع رؤساء قبائـل
البدو، وخاطبهم بشعارات منها :" من كان مريداً للطاعة، فليدخ ل تحت ظلال سيوف سعود ". ومنّاهم
بأن من يطيع أوامره سوف يتخلص من آفات الدنيا ومصائبها، وسينجو من عذاب الآخرة. وبعد أن
حاول إقناع البدو وطمأنتهم بذلك، بدأ في تجهيز هذه العصابات من أجل إراقـة دمـاء المسـلمين
بموجب فتاوى باطلة من علماء زنادقة . وسمع الشريف غالب بكل هذا، ولم يبق عنده قـوة مـن
العسكر يمكن أن تقف سداً مانعاً أمام فيضان البلاء هذا، فقرر تجديد المعاهدة حتى لا تسقط مكـة
المكرمة في أيدي هؤلاء الأشقياء المفسدين .
فأرسل إلى الدرعية كل من عثمان بن عبد الرحمن المضايفي ومحسن الخادمي ومعهمـا رسـالة
كتبها بأسلوب لطيف وجهها إلى سعود بن عبد العزيز، وطلب منه إضافة مادة جديدة إلى المعاهدة
السابقة تنص على عدم التعدي وعدم إلحاق الظلم بأي فرد من كلا الطرفين .
ولقد أحس الشريف غالب بالندم لأنه قضى وقتاً طويلاً لا ينصاع لنصائح أخيه الشـريف فهيـد،
وقال: "لقد أخطأت حين وافقت على الصلح مع سعود". ولكن الأمر قد خرج من يده .
أما الشريف فهيد فلم يبق لديه أي شك في أن منطقة الحجاز المباركة قد ضاعت من أيديهم، ولهذا
رأى أن الإقامة بها أمر غير مناسب، فغادر مكة ذات ليلة سراً، ودون أن يخبر الشريف غالـب،
وتوجه إلى المدينة المنورة، ومنها ذهب إلى ال شام ثم إلى عكا، وفيها قضى بقية حياته حتى وافـاه
الأجل المحتوم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق