بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 19 يونيو 2017


وقد قلت له: إنني استبعد هذه الإشاعة. وكل ما أعرفه أن السيد زكريا محيي الدين زار
معسكر قادة الشباب الذي كان مقامًا في حلوان لعدة أسابيع على إثر ما حدث فيه من تذمر من
الشباب بسبب أن معظم المحاضرات فيه ومعظم المحاضرين كانوا يتجهون اتجا ًها شيوعيًا
ويبثون الأفكار الماركسية تحت ستار الاشتراكية وبعضها يمس العقيدة الإسلامية بطريق غير
مباشر. وأنه قال لهم: إن الدولة ليست شيوعية. وأية أفكار لا تعبر إلا عن أصحابها. وأنه
تحدث مع الدكتور كمال أبو المجد وهو من بين الأساتذة المحاضرين يمثل الاتجاه الإسلامي،
في أن ينشر الفكر الإسلامي داخل الاتحاد الاشتراكي. أو في كيفية تمثيل الفكر الإسلامي
- 55 -
داخل الاتحاد الاشتراكي. أو في كيفية تمثيل الفكر الإسلامي داخل الاتحاد الاشتراكي. أو شيئًا
من هذا القبيل.
وكان الذي نقل إلى هذا الخبر شاب من قريتي اسمه (.. الشاذلي) مدرس بمعهد
المعلمين بأسيوط ومن بين فوج قادة الشباب الذي حضر معسكر حلوان. وكانت المناسبة التي
نقل فيها هذا الحديث، أنه قد زارني بمناسبة وجوده في حلوان ومعه مجموعة المحاضرات
التي ألقيت عليهم ودرسوها وناقشوها –أو معظمها- فلما عرفت منه أنها محاضرات المعسكر
ألقيت عليها نظرة فلفت نظري فيها اللون الشيوعي الصارخ فيها- وإن كان الستار هو
الاشتراكية – حتى أنهم لا يريدون أن يقولوا: "الاشتراكية العربية" عن التجربة القائمة في
الجمهورية العربية، وإنما يسمونها: "التطبيق العربي الاشتراكي" ليجعلوا الأصل هو اشتراكية
كارل ماركس، والموجود في مصر هو مجرد تطبيق لها محور بحسب الظروف الواقعة في
الجمهورية العربية. فطلبت منه تركها لي وقتًا قصيرًا لقراءتها وردها له وكان ذلك.
ولما أبديت له هذه الملاحظة – ملاحظة غلبة الطابع الشيوعي على المحاضرات-ذكر
لي هو أن هذا فع ًلا ما آثار تذم ًرا في وسط الطلاب، وأن السيد زكريا محيي حضر وقال كذا
وكذا مما سبق ذكره.
ولكنه ذكر لي كذلك أن الشباب الذي تلقى هذه المحاضرات ولو أنه يتذمر حين تمس
العقيدة الإسلامية مسًا ظاه ًرا في أثناء المناقشات ولكنه خالي الذهن من الثقافة الإسلامية
الحقيقية. ومن أجل هذا فإنه يتأثر في النهاية بهذه المحاضرات وتصبح الأفكار التي تقوم عليها
هي قاعدة تفكيره مع بقاء الحماسة لعقيدته عندما تمس مساسًا ظاهرًا. مما ينشئ اضطرابًا في
تفكير هذا الشباب بين اتجاهه العاطفي وتكوينه الفكري.
وهي ملاحظة صحيحة وفي محلها. وخصوصًا إذا أضيف إلى هذه المعسكرات لقادة
الشباب غلبة التوجيه الشيوعي والاتجاه الانحلالي الخلقي على ما ينشر في الصحف بوجه عام
- 56 -
وخاصة مجلة الطليعة ومجلة الكاتب ومجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير مما يوجد جوًا
وبيئة فكرية لا يقف في وجهها التوجيه التقليدي الهزيل القليل الذي يتمثل فيه الفكر الإسلامي.
ومما يجعل الكفتين غير متساويتين، ويجعل الغلبة الحقيقية للتوجيه المادي الإلحادي والتوجيه
 الانحلالي الأخلاقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق